*دور الشباب في دعم التحول الديمقراطي وتحقيق اهداف ثورة ديسمبر المجيدة*

0 97
كتب: بدرالدين موسي
.
عنوان هذا المقال في الحقيقة هو عنوان لفعالية إقامتها اكاديمية السودان لعلوم الاتصال بالتعاون مع مركز البناء الديمقراطي واذاعة الاكاديمية يوم الاربعاء الموافق الثلاثين من ديسمبر 2020م من العام الذي مضي، و قد كنت شديد الحرص من قبل يومين من قيام الندوة لحضورها وقد كان ، وسعدت بلقاء صديق النضال والرفقة في الجامعات السودانية قبل عقد ونيف من الزمان الرفيق محمد الحاج الذي كان متحدثا رئيسيا في الندوة و بجانبه الاستاذ معتز العقيل ، اللذان قدما الندوة بمنطق رصين وحوار موضوعي و عقلاني مستذكرين دور الشباب في مقاومة الانظمة القمعية والشمولية وتحديدا في ثورة ديسمبر المجيدة وابان المتحدثين الفرص والتحديات و التوصيات حتي يضطلع الشباب بالدور المناط بهم لدعم التحول الديمقراطي وتحقيق اهداف ثورة ديسمبر.
واتاحت لي فرصة المحاورة والمناقشة في الندوة، ولتحقيق الفائدة العامة وودت اشراك اكبر قدر ممكن من القراء و نقل ما ذكرته والاضافة اليه بكتابة هذا المقال لايصال وجهة نظري كاملة للجمهور التي لم تتوفر لي الفرصة كاملة لايصالها، لضيق الزمن والالتزام بالمدة الزمنية المحددة لكل مناقش لاتاحة اكبر قدر ممكن للمناقشين.
*هنالك أسئلة مفتاحية لابتدار النقاش و التعليق عليها من جانبي لعلها تسهم في النقاش واثراءه*.
*اولا* : *هنالك غياب تام للمناشط الثقافية والفعاليات الشبابية بعد مرور عامين من ثورة ديسمبر المجيدة*.
*ثانيا* : *عكوف الشباب السوداني من العمل العام وانزوائهم نتاج الاحباط واللجؤ الي الاحتجاج عبر الاسفير*.
*ثالثا* : *المناط بالشباب السوداني واحياء دورهم وتفعيله لاستلام زمام المبادرة للمساهمة في تحقيق اهداف الثورة ودعم التحول الديمقراطي*.
اولا : من الملاحظ دون شك أن هنالك غياب تام للمناشط الثقافية وخصوصا الشبابية في العاصمة والولايات بعد مرور عامين من ثورة ديسمبر المجيدة في ظل الثورة و توفر مناخ للحريات من حرية المناشط وحرية التعبير ، المفترض و الطبيعي ان تكون هذه المناشط موجودة ومتوفرة ولكنها في الواقع غائبة تماما وعند إجراء مقارنة مع الفترة الإنتقالية بعد نيفاشا 2005م-2011م وهامش الحريات الذي كان موجودا حينها نجد ان المناشط السياسية والثقافية لم تنقطع علي الاطلاق وكانت المراكز و الاندية الثقافية تعمل بهمة ونشاط منقطع النظير علي سبيل المثال لا الحصر مركز الخاتم عدلان للاستنارة والتنمية البشرية ومركز عبدالكريم ميرغني الثقافي ومركز الدراسات السودانية…الخ، ولم تنقطع مناشطهم بعد انفصال الجنوب واندلاع الحرب الثانية في 2011م الا بعد عودة القبضة الامنية مجددا بعد الفجر الجديد حيث عادت الهجمة علي الحريات مجددا وتم إغلاق معظم هذه المراكز ومصادرة أصولها.
قصدت إثارة هذه النقطة لان غياب المناشط والفعاليات الثقافية و الشبابية بعد مرور عامين من الثورة لهو شئ يدعو للحيرة و الاستغراب وامر يستحق البحث ومعرفة الاسباب.
ثانيا : ظاهرة عكوف الشباب السوداني من العمل العام وانزوائهم نتاج الإحباط واللجؤ الي الاحتجاج عبر الاسفير ملاحظة بائنة لا تخفي لاحد واي متابع للمشهد والفضاء العام .
والذي لا يخفي للمتابعين والمراقبين ان عدد كبير من الشباب السوداني الذي كانوا يتسيدون مشهد الفضاء العام في مقاومة النظام المباد في المنابر المختلفة في الجامعات والمعاهد العليا السودانية و في الشارع السوداني عبر المنظومات الشبابية من قرفنا والتغيير الان وشرارة وغيرها من الاجسام و المنظومات الشبابية التي كانت لها أدوار بارزة في هبة سبتمبر 2013م نجد معظم هؤلاء الشباب و جزء كبير منهم الان خارج دائرة الفعل العام ، مع الإقرار التام ان معظم هذه التجمعات والاجسام الشبابية قد غرقت في فترات سابقة في خلافات داخلية اودت الي انقساماتها وتأكل وحدتها الداخلية، إلا أن هذا الغياب الملحوظ يدعو ايضا للبحث والدراسة.
ثالثا: المناط بالشباب السوداني وضرورة احياء دورهم وتفعيله لاستلام زمام المبادرة للمساهمة في تحقيق اهداف الثورة ودعم التحول الديمقراطي، قد يقول قائل ان الشباب السوداني يعيش حالة إحباط عام بسبب ان الواقع الان الذي يعيشه السودان بعد الثورة اقل من التوقعات والطموح مما جعلهم أن تنتابهم حالة من الإحباط والاستياء قادهم الي دائرة البيات الشتوي واللجؤ الي الاحتجاج وفي بعض الأحيان السلبي، لان الاحتجاج دون الفعل والعمل والبدائل لا يعدو أن يكون غير هدرا للطاقات في غير موضعها السليم بدلا أن تصبح رافعة للابتكار والمساهمة في إيجاد الحلول من هذا الواقع السئ والمرير.
علي الشباب السوداني التحرك من خانة الركون للاستسلام واليئس الي العمل وابتكار وخلق و تنويع وسائل ومناشط اكثر فعالية يكون له دور واسهام في الدفع بعجلة التغيير واستكمال شعارات الثورة وتحقيق التحول الديمقراطي الحقيقي وانجاح الفترة الانتقالية.
من القضايا والنقاط التي اثارها الرفيق محمد الحاج في الفرص والاضاءات حيث تحدث( عن لجان المقاومة كقوي شبابية جديدة صاعدة ودورها في عملية التحول الديمقراطى وتحقيق اهداف ثورة ديسمبر المجيدة و التحديات التي تواجه لجان المقاومة موصيا بتدريبها وتأهيلها بالمزيد من التواصل عبر التوريش والمناقشات ).
اتفق مع الرفيق محمد الحاج في ادوار لجان المقاومة وما ينبغي ان تكون عليه باعتبارها قوي رئيسية من قوي الثورة، ما اود إضافته ان لجان المقاومة تحتاج أن تطور نفسها وتنوع من آليات عملها حتي يتسني لها القيام بدورها المنوط بها في دعم التحول الديمقراطي وتحقيق اهداف الثورة وان تطور وتنوع من ادوات عملها القديمة من ايام الاحتجاجات من الوقفات الاحتجاجية وترديد الشعارات وحرق الاطارات …الخ الي اللقاءات والندوات الجماهيرية المباشرة مع الجمهور في الاحياء والميادين العامة لطرح وجهات نظرها وان تلعب دور الرقيب والحارس الامين لمكتسبات الثورة عبر التقويم وابداء النصح للحكومة الإنتقالية لإنجاح الفترة الانتقالية وتحقيق واستكمال شعارات الثورة.
ايضا من التحديات التي آثارها الرفيق محمد الحاج(عدم هيكلة وإصلاح المؤسسة العسكرية وكل مؤسسات القطاع الامني وما يمكن أن يترتب عليه في إعاقة التحول الديمقراطي وافشال الفترة الانتقالية بقطع الطريق امام الفترة الانتقالية والعودة للدائرة الشريرة دائرة الانقلابات العسكرية).
اتفق مع الرفيق محمد الحاج في هذه الجزئية عن ضرورة هيكلة وبناء القطاع الامني باكمله الجيش السودانيوالدعم السريع والشرطة وكل مؤسسات القطاع الأمني الاخري بحيث نصل في خاتمة المطاف الي جيش مهني وطني واحد وهذا ما نصت عليه برتكولات الترتيبات الامنية في اتفاق جوبا لسلام السودان بمساراته المختلفة خصوصا المنطقتين ودارفور باعتبارهم معينين بالترتيبات الامنية وما اود إضافته في هذا الصدد أن الاتفاق بعد توقيعه أصبح ملكا لكل السودانيين وان قضية الترتيبات الامنية ذات ارتباط مباشر بمعاش الناس وإصلاحها وهيكلتها بالضرورة سينعكس علي الوضع الاقتصادي ، علي السودانيين جميعا وعبر منظمات المجتمع المدنى باعتبارها صاحبة مصلحة في التغيير عليهم دور كبير غير رسمي في مراقبة ومتابعة وتقييم تتفيذ اتفاق السلام الذي تم توقيعه بجوبا وعبر هذا المقال اشيد واشجع مبادرة الالية الوطنية المستقلة لمراقبة وتقييم السلام في السودان التي يقودها الصديق الاستاذ اسعد الطاهر وآخرين كجهد مقدر تبذله منظمات المجتمع المدني في السودان وهذا الامر يجب ان يسير عليه الآخرين، فالترتيبات الامنية النهائية في السودان في خلاصتها يجب أن تقود الي تكوين جيش سوداني وطني مهني واحد وهذا ما يتطلع إليه كل السودانيين.
*نفور الشباب السوداني من العمل السياسي وقضايا إصلاح المؤسسات الحزبية في السودان*.
هذه القضية من ضمن القضايا التي اثارها الرفيق محمد الحاج حيث أشار الي (عجز القوي السياسية عن مخاطبة قضايا الشباب واستيعاب نمط تفكيرهم والتكييف مع الواقع الجديد وذكر بالإحصائيات الرقمية نسبة الشباب من مجموع سكان السودان وتحدث عن الفجوة الجيلية وذكر ان هذا الامر ادي الي نفور الشباب وعكوفهم ونفورهم عن العمل السياسي).
اتفق مع الرفيق محمد الحاج في هذه الجزئية تماما وان هذه القضية جوهرية تستحق النقاش واضيف ان وجهة نظري هي أن وجود القوي السياسية والأحزاب عبر ممارسة عملها السياسي عملية ضرورية ومهمة وتسهم اسهام فعال في إرساء دعائم التحول الديمقراطي وترسيخ التجربة الديمقراطية عبر الممارسة المستمرة مع تصحيح الاخطاء وتصويبها، واتفق معه ان القوي السياسية في حوجة ماسة لتطوير وإصلاح مؤسساتها التنظيمية وتجديد خطابها السياسي بما يتوافق مع المتغيرات الجديدة التي ارستها ثورة ديسمبر المجيدة ، فهذه الثورة قد ارست مفاهيم جديدة للممارسة السياسية خلافا للممارسة السياسية التقليدية السودان ، القوي السياسية السودانية جميعها وانا جزء منها امام تحدي كبير ان تتكيف مع هذا الواقع الجديد و أن تخطو خطوات الي الامام بانتاج خطاب وممارسة سياسية جديدة تحدث قطيعة مع الماضي ، او ستظل تغرد خارج السرب وبعيدة عن هذا الجيل الي ان يتم تغطية هذا الفراغ بانماط جديدة تعالج هذه الفجوة فالحياة بطبيعتها لا تقبل الفراغ.
*هذه مساهمة متواضعة لإثراء النقاش وتحريك البركة الساكنة*.
مودتي وعميق محباتي الصديق الرفيق محمد الحاج ولنا لقاءات اخري.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.