أحمد زكي كما عرفته

0 103
كتب: طلحة جبريل 
***
شاهدت مقطع فيديو قصير بعنوان “أسرار في حياة أحمد زكي”.
لا أحفل عادة بما يطلق عليه”أسرار” في الصحافة مكتوبة أو مسموعة و مرئية، إذ في الغالب ما يكون الغرض من مفردة “أسرار” جذب المتلقين، سواء كانوا قراء أو مستمعين أو مشاهدين، وفي بعض الأحيان تضليلهم.
لكن السبب الذي جعلني أحرص على مشاهد مقطع الفيديو ، هي علاقة من مستويين مع الممثل أحمد زكي .
المستوى الأول جعلني إلى يوم الناس هذا، أجد متعة لا تضاهى في التجول في “حي المحيط” بالرباط، بل أكثر من ذلك أتمنى لو أعود للسكن في هذا الحي .
كنا في ذلك الزمان الذي ارتبطنا فيه مع “أحمد زكي” ارتباطاً ظل باقياً في ذاكرتنا، نقطن في الحي الجامعي مولاي إسماعيل ، الذي يوجد في “حي المحيط”.
كان الحي يعج بالمقاهي والمطاعم ، منها مطعم فيتنامي، لم أفهم حتى الآن كيف تأتى لصاحبه أن ينتقل من “سايغون” إلى ” حي المحيط ” في الرباط.
دأبنا آنذاك التفرج مرات ومرات على مسرحية “مدرسة المشاغبين ” . كانت تعرض مراراً في التلفزة المغربية، التي ستصبح القناة الأولى بعد ذلك.
كان أبطال تلك المسرحية الممتعة هم : عادل إمام (بهجت الأباصيري) وسعيد صالح (مرسي الزناتي) وأحمد زكي (أحمد الشاعر) ويونس شلبي (منصور عبد المعطي) وسهير البابلي (عفت عبد الكريم) و حسن مصطفى (عبد المعطي) وعبد الله فرغلي (علام الملواني) وهادي الجيار (لطفي بهاء) .
كان ذلك المقهى يضع تلفزة بشاشة صغيرة ليتفرج فيها الزبناء، ذلك ما كان متوفراً آنذاك.
يشترط المقهى على الزبناء أن يطلبوا مشروباً، ليجلسوا على طاولاته، وبما أننا لم نكن نملك في الغالب ثمن ذلك المشروب كنا نتفرج في المسرحية “وقوفاً بها صحبي” خارج المقهى، ونحن أيامئذٍ طلاباً نعيش السنة بكاملها على منحة تستمر تسعة أشهر وتنقطع في الصيف، عشنا أياماً صعبة ستجدون تفاصيلها في كتاب” أيام الرباط الأولى”.
كان ذلك هو المستوى الأول بعلاقتي مع أحمد زكي، أي التمتع بأدائه في”مدرسة المشاغبين”.
أما المستوى الثاني عندما تعرفت عليه شخصياً في لندن، عن طريق الزميل عماد الدين أديب الذي ربطته علاقة صداقة مع أحمد زكي، ودعاني ذات أمسية لنلتقي، كنت وأديب نعمل آنذاك في المؤسسة نفسها.
وقتها جاء أحمد زكي إلى لندن للعلاج من داء عضال، وعلى الرغم من أنه كان متعباً، لكن الحديث معه استمر طوال الأمسية ممتعاً جداً، وأقول جازما أنه كان وقتها متأثراً كثيراً بانفصاله عن زوجته هالة فؤاد، حبه الأول والأخير.
وجدت فيه فناناً مثقفاً رومانسياً ، شخصية جذابة وجميلة، إنساناً دمثاً لطيفاً وعميقاً .
رحم الله أحمد زكي.
***

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.