أربعة أحزاب ولائية .. حصة الحكومة !

0 92

في ذكرى انطلاقة ثورة 19 ديسمبر ،أصدرت أربعة من أحزاب في ولاية الخرطوم هي، حزب الامة القومي (ولاية الخرطوم) ، التجمع الاتحادي (العاصمة) ، حزب البعث العربي الاشتراكي( ولاية الخرطوم)، المؤتمر السوداني( ولاية الخرطوم )، بيانا للشعب السوداني، وصفت الشعب السوداني ( بشعبنا الملهم) ، و مرة ( شعبنا الابي ) ، وتارة ( شعبنا الصابر) وتارة أخرى ( شعبنا المناضل)، والحقيقة انها أوصاف تنطبق على الشعب السوداني، و لعل واصفيه يدركون هذا ، وانهم يعنون ما يقولون ، لأن وقت دغدغة المشاعر ، قد ولى الى غير رجعة ، و خير دليل على ذلك ، الشعارات التي رفعتها المواكب المليونية ، و التي انتقدت بقوة فيمن انتقدت ، مجلس الحرية و التغيير ، و الذي يمثل الاربعة ما تبقى منه ، و قليل من التابعين ، و تابعي التابعين ، أبت نفس الاربعة الا ان يقصونهم حتى من أمر يتفقون فيه مع الآخرين من شيعتهم في المجلس المركزي،
الاحزاب الاربعة نسبت نفسها الى ولاية الخرطوم رغم ان البيان يخاطب الشعب السوداني قاطبة، هذه الاحزاب الاربعة من ولاية الخرطوم تمثل بعضاً من (3) كتل، بينما المجلس المركزي للحرية و التغيير مكون من (7) كتل ، فضلاً عن عشرات من قوى الثورة التي لم تمثل فيه بما في ذلك لجان المقاومة وأسر الشهداء و تجمع الاجسام المطلبية ، وأكثر من ( 20) تنظيماً من الموقعين على اعلان الحرية والتغيير.
أطلقت الأحزاب الولائية الاربعة وفي عجلة من أمرها ، وصف (حكومتنا) ، على الحكومة الانتقالية ، ولم يمنحوا الشعب (الملهم ،الابي ، الصابر، المناضل ) ، ولو شكلاً ان يسموها ( شرفياً) حكومة الثورة او حكومة الشعب ، و لعل هذا خطاب يفتقر للحصافة السياسية ، و لذكاء القادة ،خاصة وان الخطاب فيه استهانة بشأن الحكومة التي تم تفكيك ( حاضنتها ) لتختصر في الاحزاب الولائية الاربعة ، وفيه استهتار طفولي بقوى أخرى رئيسية لا يمكن تجاوزها ببيان ولائي، او أمنيات عابرة للحدود ، سؤال للاربعة ، لماذا توقيع البيان ولائياً؟، وهو بيان مهم ربما ، لا يفوت على فطنة الشعب السوداني ( الذكي ) ، انه تكريس لتحالف جديد ، او اختطاف جديد للمشهد السياسي..؟
فقرتان في البيان تحتاج الى توضيح ، الأولى في فقرة شعبنا الأبي ( كما و اننا و بنفس الوسائل السلمية ، سنعارض أي دعوات ، تدعو لاسقاط حكومتنا الانتقالية) ،و التوضيح المطلوب هو كيف سيعارض الاربعة ، و بنفس الوسائل السلمية أي دعوات تدعو لاسقاط (حكومتهم) الانتقالية ؟، هل يمكن اعتبار ما زعم انه جرى في ام درمان، امام البرلمان، نموذجاً لذلك ؟ حيث جاءت سيارة يقودها أحد أعضاء لجنة الميدان ( سابقاً) ، وهو كادر معروف من احد الاحزاب الاربعة، و عرف نفسه بأنه (لجنة أمنية ) ، وقال انه يريد ان يتفاوض مع من قرروا الاعتصام أمام البرلمان ؟ فان كان ما زعم صحيحاً، فهذا بداية الانزلاق الى الهاوية ، وهو بداية لتكوين مليشيات حزبية ، هذا وضع خطير.
الفقرة الثانية التي يتوجب توضيحها ، جاءت في فقرة شعبنا الصابر (ولكن أيضاً نرى أن الأداء كان ضعيفا في الملف الاقتصادي وقضايا معاش الناس ونهيب بالحكومة التي سيتم إعادة تشكيلها في الأيام المقبلة تنفيذا لاتفاقية السلام أن تضع قضايا معاش الناس في أعلى قائمة أولوياتها فهذا الشعب صبر على قسوة الصفوف والندرة والغلاء لا لشئ الا لايمانه وحرصه على مكتسبات الثورة)، و (إن إكمال هياكل السلطة لاسيما المجلس التشريعي والذي تأخر تشكيله بغية إستصحاب أطراف عملية السلام وذلك وفقاً للاتفاق الذي تم بهذا الشأن في أثناء عملية التفاوض هو هدفنا ونعمل على إنجازه على مدار الساعة والآن وقد أصبحت اتفاقية السلام قيد التنفيذ فإننا نأمل أن تستكمل إجراءات تشكيل المجلس التشريعي بأعجل مايكون كما يجب أيضاً إستكمال تشكيل حكومات الولايات والمجالس التشريعية الولائية وتكوين كل المفوضيات المنصوص عليها بالوثيقة الدستورية وبصلاحيات واسعة).
لماذا كان الاداء في الملف الاقتصادي و قضايا معاش الناس ضعيفاً؟ و لماذا قسوة الصفوف و الندرة و الغلاء ؟ و لماذا لم يكون المجلس التشريعي؟ و حكومات الولايات و المفوضيات؟ أليست الحكومة (حكومتكم) كما قلتم ؟ فلماذا لم تحاسبوها على تقصيرها؟.
يا هؤلاء ، غيركم كثر ، يساندون استقرار الحكومة الانتقالية ، بالعمل ودون ضجيج ، او تكالب على المناصب و الامتيازات، وفقط لأنهم يؤمنون ان العبور بالمرحلة الانتقالية هو الضامن لاستكمال اهداف الثورة ، و لأنهم يدركون ان فترة الانتقال ( ضل ضحى) وستنقضي، لا يوجد ثابت في التقديرات السياسية ، ومع ذلك اسفت ان يكون حزب الامة رابع الثلاثة.
نواصل

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.