إتفاق السلام وما فيه من إنجاز وألغاز

0 91
كتب: جعفر عباس
.
ما تم التوافق عليه بين حركات الكفاح المسلح والحكومة الانتقالية انجاز كبير بكل المقاييس، ولو تم الالتزام بتنزيله على الأرض لمصلحة الملايين الذين تعرضوا للتشريد والتنكيل على مدى سنوات طوال فسيكون فاتحة خير على الجميع ان شاء الله، ويبقى لغز مجموعتي عبد العزيز الحلو في جنوب كردفان وعبد الواحد نور في غرب دارفور، وكلاهما رقم مهم ويقودان مجموعتين مسلحتين قويتين، فهل سيتم “شك الورق وتوزيعه من جديد” بعد الوصول الى اتفاق معهما؟
اللغز الآخر يتعلق بأنصبة الجبهة الثورية في كعكة الحكم، وهي 3 مقاعد في مجلس السيادة وخمس حقائب وزارية و75 مقعدا في البرلمان مع إعفاء قادتها من شرط عدم خوض انتخابات او شغل مناصب تنفيذية او دستورية بعد الفترة الانتقالية، ومكمن اللغز هو ان المفاوضين عن الجانب الحكومي سمحوا لأشخاص لا يمثلون الا أنفسهم بادعاء تمثيل الوسط والشمال ولا شك أن هؤلاء سينافسون أهل دارفور على تلك الحصة من المناصب دون وجه حق.
وبموجب الاتفاق سيتم تمديد الفترة الانتقالية ل39 شهرا اعتبارا من يوم 3 أكتوبر 2020، وبالتالي فالفترة الانتقالية لن تنتهي في نوفمبر 2022 كما كان مقررا، وسيتم تمديد رئاسة السيد البرهان لمجلس السيادة لسنة وبضعة أشهر أخرى بدلا من ان تنتهي في مايو 2021، وستتم إعادة النظر في تقسيم الولايات وتصبح دارفور الكبرى ولاية واحدة، كما سيتم تعديل تركيبة الولايات الأخرى.
وهناك توافق على منح أبناء وبنات دارفور وضعية خاصة في مجال التعليم العالي والخدمة المدنية لعشر سنوات، وليس معروفا ما إذا كان هذا القرار ملزما للحكومات المنتخبة التي ستأتي بعد انتهاء الفترة الانتقالية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.