إنه ليوم مشهود

جلست زهاء أربع ساعات مسمرا أمام شاشة التلفزيون متابعا مؤتمر شركاء السودان الذي انطلق من برلين، بقيادة سيدة الشاشة البريطانية زينب البدوي حفيدة الرائد بابكر بدري، وهي تدير الدفة بمهارة ليصطف ممثلو 23 دولة و7 مؤسسات مالية ليكيلوا الثناء لثورتنا الظافرة، وليتعهدوا بتقديم أكثر من مليار و٨٠٠ مليون دولار منحا لبلادنا، ولكن أكثر ما أثلج صدري هو عودة بلادنا الى المجتمع الدولي بعد أن كانت تطارده اللعنات بسبب سجله المخزي في مجال حقوق الانسان لأن حكومة الكيزان جعلته مستودعا للإرهاب الدولي فانطلقت منه عمليات نفذها ارهابيون أجانب وصرنا مطالبين بدفع تعويضات لضحاياها.

وكانت التعهدات كما يلي: الولايات المتحدة تقدم 365 مليون دولار / ألمانيا 150 مليون يورو منها 118 مليون لصندوق التنمية، و32 مليون مساعدات إنسانية/ الاتحاد الأوروبي: 312 مليون يورو منها 251 مليون للتنمية الاقتصادية و93 مليون يورو لدعم الأسر/ بريطانيا 150 مليون إسترليني/ فرنسا 102 مليون يورو / ‏3 مليون يورو من أسبانيا والنظر في اسقاط ديون ب 74 مليون يورو / 50 مليون دولار من الإمارات العربية المتحدة/ 20 مليون يورو السويد/ البنك الدولي 400 مليون دولار لتصفية الديون القديمة و1.9 مليار دولار لدعم الأسر الفقيرة/ بنك التنمية الأفريقي 155 مليون دولار خلال ٣ أعوام/ السعودية 10 مليون دولار أمريكي / كوريا الجنوبية : 87 مليون دولار / ايطاليا : 19 مليون دولار / الصين: تقديم الدعم في مجال البنية التحتية والطرق والجسور في شكل قروض واعفاء جانب من الديون/مساهمات دون ال3 ملايين من عدد من الدول الصغيرة، ورومانيا مثلا قالت إنها ستساعد السودان بالمنح الدراسية المجانية.

وهكذا وبعد ان كنا دولة منبوذة فتح لنا المجتمع الدولي ذراعيه وكانت مفاجأة بالنسبة لي ان أعلن أنتونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة أنه زار السودان مرتين في سنوات ماضية وأحب أهله وتابع ثورته بحماس واعجاب.

الوضع الاقتصادي في بلادنا مأزوم على ذمة وزير المالية فإن جائحة كورونا افقدت البلاد إيرادات بالمليارات، ولكننا نخطو نحو التعافي، وكلنا ثقة في أن كل ما يدخل خزائن بلادنا سيكون في أيد أمينة، فقد انتهى عهد النمل الذي يقرض 8000 كيلو سكر خلال 24 ساعة

(الصورة لوزير الخارجية الألماني الذي استضاف المؤتمر يجلس مع ست شاي خلال زيارته للخرطوم قبل أشهر قليلة).