إن النفس لأمارة، والسلطة جبارة، والفائزون هم من يلجمون جموحها ويأنفون من بهرجها..

0 99

كتب البراق النزير:

أول ما نحتاجه في خضم الثورة ومن أجل التغيير هو تمثل الثورة نفسها، وقد عبَّرت روح الثورة وخطاباتها وفنونها وابداعاتها عن طموحاتنا بأوجه عديدة، كما عبَّرت المفاهيم الحقوقية العامة على مستوى العالم وتجارب الشعوب عن ما يجب الابتعاد عنه من تضارب في المصالح أو منعٍ لتداخل الشؤون الشخصية والمطامح والمطامع الذاتية مع الشؤون العامة وأمور الدولة.

هذه الثورة قيمتها العالية تكمن في ارتفاعنا إلى طموحات الشعب السوداني، وذلك لا يحدث فقط بالوفرة والرفاه الاقتصادي والاستقرار السياسي واستيفاء الحاجات المادية في الحياة. ومع أهمية تلك العناصر التي يجب أن نعمل بجد لتحقيقها لكننا على الجانب الآخر يجب أن نعمل بجد لتحقيق الطموحات المعنوية والروحية للناس، وهذا لن يحدث بوضوح إلا عندما نكافئ هذا الشعب الصبور بتمثيله عبر أشخاص ومؤسسات تراعي احتياجاته المادية وتعمل لاشباعها، وترعى كذلك حاجاته المعنوية والروحية، فلأجل ذلك كانت الثورة وما زالت.

الثورة ثورتنا، والمواكب هيلنا، والحكومة فلذة كبدنا التي نقوِّمها برفق متى تعثرت في المشي، وتجمع المهنيين من صلب هذا الشعب فإن كان باراً فرحنا وإن أخطأ صححناه بالغلظة مرة وبالنعومة مرة، ومضينا في الدرب معاً. ولجان المقاومة عصانا التي نتوكأ عليها ونهش بها الهشاشة، ونجمع بها ما تناثر من ثمار جنيناها بأكفٍ دامية؛ لجان المقاومة تكتحل أعيننا بمراويد عناصرها ذات الصلابة والبأس الشديد، ولنا فيها مآرب ليس أقلها حمايتنا من نوائب الدهور وأظافر الغيلان وكفاءتهم في ذلك مشهودة.

إن النفس لأمارة، والسلطة جبارة، والفائزون هم من يلجمون جموحها ويأنفون من بهرجها، ويفهمون أنها لم تأتِ تجرجر أذيالها، بل اُنتزعت عنوة واقتدارا، وقد سالت دماء شهدائنا نهارا وانصبَّ دمع الأمهات مدرارا، ولكن فوق كل ذي سطوة أسطى، ونحن شعب أسطى، وما فعلنا فعلتنا المجيدة إلا لأن كفوفنا كانت مُتضامة وحينها توطَّن عندنا أن الوحدة رغم الاختلاف تُظهر مكامن الجسارة، والفرقة تُبقي الندامة والخسارة.
هو طريق اخترناه ولن نحيد منه إلا إليه، وكل الناس يغدو فبائع نفسه، مُعتقها أو مُوبقها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.