ابشروا قود نيوز good news

أرجو أن نكف عن الدعاء على الأمريكان بالهلاك حتى لا يتوقفوا عن اختراع واكتشاف الأشياء التي تعيننا على تسيير أمور حياتنا، ولكنني لا أرى بأسا في الدعاء “واجعل نساءهم سبياً لنا”، فهم من يقولون أن البامية فيها كربوهيدرات، وألياف بالكوم، ودهون سهلة الهضم وبروتين وفيتامين ب9 (بنسبة 22%)، وفيتامين سي (35%) وفيتامين أ (660 وحدة دولية IU)، وكالسيوم ومغنيسيوم،

وبالتالي لا يجوز كلما تعرض فريق كرة سوداني للهزيمة في مباراة دولية أو إقليمية لكرة القدم أن نلقي اللوم على “الويكة”/ البامية المجففة

ومن حق القارئ ألا يثق بكلامي رغم أنه يعرف أنني نوبي وبالتالي مثقف بالوراثة في مجال الطبخ، ولكن ما رأيك في أن شركتي ستاندرد بروسس، وسولاراي الأمريكيتين طرحتا في الأسواق كبسولات بامية كمكملات غذائية، 40 كبسولة ب16 دولارا، ولو ارتفعت أسعار البامية بعد نشر مقالي هذا، أو صارت تباع فقط في السوق السوداء، فلا ذنب لي في ذلك، لأننا ظللنا نضطهد البامية، ولما رد لها الأمريكان سيكون من الطبيعي أن تتعزز كما فعل الليمون من قبل

وجدت بحثين عن البامية وفوائدها في المجلة الدولية لبحوث تكنولوجيا الصيدلة International Journal of Pharma Tec Research (2009)

ومجلة الصيدلة والعلوم الحيوية المصاحبة (2011)

Journal of Pharmacy and Bio-allied sciences (2011)

وفيهما أن مستخلص البامية يعالج التهاب الأغشية المخاطية في الجهاز التنفسي، وأن عصير ثمرة البامية وأوراقها الطازجة يعالج التهاب الحلق وحرقة البول (بصراحة هذا العصير لا يلزمني)، وثبت على نحو قاطع أن مستخلص البامية أدى الى انخفاض السكر في دماء الفئران، لأن المادة اللزجة في البامية تفرمل امتصاص السكر في الأمعاء، وبما أننا والفئران أولاد عم حيطة بالحيطة، فمن المؤكد أن البامية تفيد المصابين ب”السكري، وتلك المادة اللزجة تمنع التصاق جرثومة المعدة بالغشاء المخاطي للجهاز الهضمي، ولهذا فنحو 80% من السودانيين يحملون تلك الجرثومة في بطونهم و”ما عندهم أي عوجة”، كما أن البامية تخفض نسبة الكولسترول الضار والدهون الثلاثية في الدم

والبامية نبتة راكزة وشفتة ومناضلة لا تحتاج للكثير من الماء، وليست حنكوشة مثل معظم الخضروات، وتتحمل أقسى درجات الحرارة، ولا تقتصر فوائدها على ثمرتها وما بداخلها من بذور، بل إن بحوثا أجرتها جامعة ماسترسكيل في ماليزيا، أثبتت أن جذورها غنية بمادة فلافونويد وغيرها من مضادات الأكسدة. يعني ممكن تقتلع نبتة بامية من لغاليغها، وتأكلها نيئة أو مطبوخة، فيكسب جسمك معادن وفيتامينات ومواد أخرى تعزز الصحة وجهاز المناعة

ومن ميزات البامية أنها تبقى طازجة لثلاثة أيام بعد قطفها إذا وضعت في ثلاجة، ولكن لا تغسلها بالماء قبل التخزين، بل أغسلها فقط قبل وضعها في إناء الطبخ، ويستحسن أن توضع في الثلاجة داخل كيس ورقي، وعند تجفيفها وسحنها تظل محتفظة بالعديد من خصائصها الغذائية، وينصح باحثون في جامعة إلينوي الأمريكية بأنه وقبل وضع البامية في الفريزر، تركها في ماء “مغلي” لنحو أربع دقائق، ثم نقلها الى ماء بارد لمدة مماثلة، ثم توضع في أكياس محكمة الإغلاق في الفريزر

والدليل القاطع على أن البامية أكلة صالحة في جميع الأحوال هو أنك لن تسمع طبيبا ينصح مريضا بعدم اكل البامية (فعليكم بالتقلية وأم رقيقة والمفروكة والمطبوخة ثم أدعو لي).