الإنْتِخابــــات بَدِيْلَاً للإصطِـــــدَامِ!
كتب: آدَمُ أَجْــــــــــــــــــرَىْ
.
وصلت الثورة مفترق طرق عظيم التشابك، الشهداء يتساقطون والجرحى يكثرون فوق خسائر عامين لم تتحقق خلالهما أى آمال والأزمة كامنة فى قيادتها خاصة تحالف الحرية والتغيير التى تشكلت على عجل فى يناير ٢٠١٩م، ثم مضت فى قيادة الشارع حتى إسقاط حكومة البشير، من بين أنقاضها وُجد تحالف قوى عسكرية قائماً. الطرفان لم يكترثا ببناء أى جسور بينهما ومنذ البدء أسسا إستقطاباً خاطئاً أدارا به صراعاً غير موضوعياً، فصبت جهود الحلول التوفيقية فى إتجاهات خاطئة. تولدت خلافات حول أبجديات ليست محل خلاف. حكومة تكنوقراط كانت حلاً تم التوافق عليه ثم تم التخلص منه، قطبية عسكر مدنيين يفترض عدم وجودها أو أن يتم التخلص منها بإنتقالية قصيرة، سنة واحدة، الفئتان رأتا فى إطالتها إستثماراً جيداً، ذلك أن التحالف العسكرى -نظرياً- غير معنى بالتنافس الانتخابى المرتقب وقحت غير معتادة على العمل بروح الفريق مدركة تمام الإدراك أن الإنتقالية الطويلة توفر لها كيكة ضخمة لن تحصل على مثلها بالإنتخابات، أجندة الشعب وتطلعات شبابه وشاباته لا أثر لها- الطرفان كقوتان منتفعتان لا يتحمسان لأى خطوة تقلص حظوظهما، وكان عليهما إدراك مخاطر الوقائع بينهما على مصالحهما.
ماذا عن القضايا الجماهير مثل الإقتصاد، ملفات السلام ومتطلباتها؟ الإيذاء المعيشى البشع إن كان من طبيعة الأشياء ومآلاً مرتبطاً بعثرات سنوات سابقات، ولم يكن مدبراً، فالمؤكد وجود طرف ولو ثالثاً مستفيداً، والضبابية الجاثمة تخفى الكثير. السلام ما بات ملفاً مهماً تؤكده القدرة على التعايش مع فظائع تقع فى الأقاليم – أمثلة الجنينة جبل مون وكرينك- دون مواجهتها بفعالية أو بالتنديد على أقل تقدير. التحول الديمقراطى ليست قضية هامة بدليل عدم التحمس لتشكيل مجلس تشريعى إنتقالى خلال العامين الماضيين. هذه قضايا لا تقض مضجع أحد إلا الشعب. الحلف العسكرى جنوده يستخدمهم جنوداً لأغراضه، وقحت تدعى التحكم فى الثوار -جنود- يتساقط منهم شهداء توظفهم وقوداً فى نزاعاتها مع الطرف المناوئ، تتصدى لأهداف غير واقعية بخطط منقوصة غير مدعومة بتصور حول كيفية التخلص من الطرف الآخر. الشعب أجندته أكثر أصالة وستبقى الأجدى، على رأسها السلام الشامل والتخلص من إستثمارات الفترة الإنتقالية التى لا تعنيه فى شيئ. إذن فإن رهانه القادم لابد أن يكون على وصول ممثليه الذين سيكونون أكثر حرصاً على أرواح الجنود –الثوار- أجل، لقد تقلصت الآمال إلى إثنين: السلام والإنتخابات، وذهبت الأخرى إلى سلال المهملات.