الاقتصاد وجائحة كورونا (1/2)

0 121

كتب: الحاج ورّاق

.

• جوزيف يوجين ستيقليتز (Joseph Eugene Stiglitz) ، اقتصادي امريكي ، يدرس الاقتصاد بجامعة كولومبيا ، وحاز على جائزة نوبل للاقتصاد 2001م . منح 40 درجة فخرية من جامعات عديدة ، بينها كامبردج وهارفارد. ووضعته مجلة تايم عام 2011م كواحد من المائة الأكثر تأثيراً في العالم . كان كبير الاقتصاديين بالبنك الدولي وعضو مجلس المستشاريين الاقتصاديين للرئيس الأمريكي كلينتون ، ومع ذلك اشتهر لسنوات بانتقاداته القوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
• كتب جوزيف ستيقليتز مقالاً مهماً نشر بموقع صندوق النقد الدولي عن ضرورة تغيير المسار الاقتصادي – النيوليبرالي – اثر جائحة كورونا .
• ويجدر بـ (الحنابلة) السودانيين الذين يعتقدون ان الفكر الاقتصادي العالمي لا يزال متوقفاً عند محطة (أصوليات) المدرسة النيوليبرالية – يجدر بهم التأمل في خلاصات إقتصادي بارز – ضمن التيار الرئيسي أو الليبرالي – عن الدروس الاقتصادية المستخلصة من جائحة كورونا .
• ويورد ستيقليتز ان فيروس كوفيد 19 لم يراع تكافؤ الفرص : فهو يصيب من هم في حالة صحية سيئة وأولئك المعرضين لقدر أكبر من الاختلاط بآخرين في حياتهم اليومية . ويعني ذلك أنه يصيب الفقراء بشكل غير متناسب ، وخاصة في البلدان الفقيرة وفي الاقتصاديات المتقدمة التى لا تضمن الحصول على الرعاية الصحية.
• ويضيف (… هناك فروق ملحوظة في أنحاء العالم في طريقة التعامل مع الجائحة ، من حيث مدى نجاح البلدان في الحفاظ على صحة مواطنيها واقتصاداتها وفي حجم ما بدا من عدم المساواة . وتكمن وراء هذه الفروق أسباب كثيرة : حالة الرعاية الصحية التي كانت موجودة مسبقاً وعدم مساواة النظم الصحية، ومدى استعداد البلد وصلابة اقتصاده ، وجودة الاستجابة العامة ، بما فيها الاعتماد على العلم والخبرة في اتخاذ قراراتها ، وثقة المواطنين في توجيهات الحكومة ، وكيف وازن المواطنون بين حرياتهم الفردية لفعل ما يحلو لهم مقابل حرية الآخرين مدركين ان أفعالهم تولد مؤثرات خارجية…).
• ويورد ستيقليتز (… في فترة سيادة النيوليبرالية ، لم يأبه احد بمدى مساهمة السياسات (مثل تحرير الاسواق الرأسمالية والمالية) في زيادة التقلب وعدم المساواة …. شجعت هذه القواعد على قصر النظر وعدم المساواة ، وهما من سمات المجتمعات التي لم تتعامل مع جائحة كوفيد 19 بشكل جيد . فلم تكن هذه البلدان معدة بقدر كاف لمواجهة الجائحة ..) ويضيف (..على مدار العقد الماضي ، أدرك صندوق النقد الدولي أهمية المساواة في تشجيع الاداء الاقتصادي الجيد (بما فيه النمو والاستقرار).

• وينوِّه ستيقليتز بتجربة نيوزيلندا باعتبارها تجربة ناجحة (فحكومة هذا البلد أثبتت كفاءتها في الاعتماد على العلم والخبرة في اتخاذ قراراتها ، بلد لديه مستوى عال من التضامن الاجتماعي- إذ يدرك المواطنون ان سلوكهم يؤثر على الآخرين – ، ومن الثقة ، بما فيها الثقة في الحكومة… (تمكنت نيوزلندا من السيطرة على المرض وتعمل حالياً على إعادة توزيع بعض الموارد غير المستخدمة بالقدر الكافي لبناء نوع الاقتصاد الذي ينبغي ان يسود عالم ما بعد الجائحة ، اقتصاد أكثر إخضراراً ويبنى على المعرفة بشكل أكبر ، وعلى قدر أكبر من المساواة والثقة والتضامن … هذه السمات الايجابية يمكن ان تبنى على بعضها بعضا . وبالمثل ، هناك سمات عكسية مدمرة ترهق المجتمع وتؤدي إلى تقلص الإحتواء وزيادة الاستقطاب…) .
• ويضيف (.. بقدر السوء الذي كان عليه عدم المساواة قبل الجائحة ، وبقدر قوة الجائحة في كشف أوجه عدم المساواة في مجتمعنا ، فان عدم المساواة في عالم ما بعد الجائحة يمكن ان يكون أكبر من ذلك ما لم تتخذ الحكومة إجراءات حياله..).
وغداً أواصل بإذنه تعالى.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.