التطبيع: التصارخ

0 124
كتب: د. عبد الله علي إبراهيم
.
طلب مني الصحافي مجدي العجب أن أجيب على بعض أسئلته عن التطبيع. وجاءت الأسئلة كما توقعتها في محاضرة لي على اليوتيوب للجمعية الثقافية لجنوب كاليفورنيا ورابطها أدناه. فقد توقعت أننا سنقتصر في تناول الأمر على حشره في نزاعات صفوة الحكم والسياسة بينما الأمر جلل والسقطة فيه بلقاء. وأردت من المحاضرة أن نتواصى، من جنح للتطبيع ومن لم يجنح، على إشكاليتنا حيال هذه القضية التي وصفتها بأنها التي لم نفهمها على أننا لم نعرف قضية مثلها. وجاءت إجاباتي على العجب من وحي امتعاضي من أننا سنخرج من سوق مطبع وما مطبع بلا حمص ننتشل به أنفسنا من عثرتنا الحالية في شمولها. وأزكي سماع كلمتي بالرابط أدناه لكي نخرج من العوة إلى الرصانة ومن الهرج إلى الثقافة.
– إلى آي حد يمكن أن تساعد الولايات المتحدة لكي يخرج السودان من أزمته الاقتصادية والسياسية؟
-لا أعتقد أننا في براثن أزمة اقتصادية حلالتها أمريكا. نحن ضحايا تشويه هيكلي في اقتصادنا باستئثار الطبقة العسكرية بثمانين في المائة من مداخيل البلد و٧٠ في المائة من ميزانية البلد. وهو خلل لا قدرة لأمريكا لتخرج بك منه. ولها حكيمها جيفرسون القائل لا تنفق مالك قبل أن تكسبه. ولو مدت يدها اليوم لن تضمن منها غداً. ولنا حكمتنا: الشحدتو بخشمي آكلو بشنو.
– هل تتوقع أن تخرج أحزاب البعث والقوميين من الحكومة لأن المسألة مسألة مبدأ؟
-لست قريباً منهم لأحدس. وقعدوا أو خرجوا عمارم شنو. ما حدث عار وطني متراكم فيه المباشر وغير المباشر. لم نحسن للقضية الفلسطينية بوعي في مقامها. وخفضنا قوامها إلى كونها عربية أو إسلامية لنختلف إن كنا عرباً ندعمها أم أفارقة نرمي طوبتها. وقد بدأ التصارخ الآن بين مؤيد ومعارض في الانقسام الآميبي المعروف في الصفوة السياسية تتخلص به من مواجهة مسائل لا فرقة ناجية فيها.
(وهذا سؤال نسيت الرد عليه للعجب)
-هل تتوقع تحالف إسلامي عروبي شيوعي قادم بحيث آن القضية الفلسطينية لهم عقدية وفكرية؟
-واحد عارف حاجة فيها ما في. من أين لهم هذا النبل وقد صارت فلسطين عقيدة لا قضية. لا أعرف لأي منهم استثمار فكري يصقل العزيمة. أكثر هذا التطبيع حالة فتر وبس. لم يجد الكثيرون عندنا وعند غيرنا بعد تطاول القضية حفاظاً مراً في أنفسهم ينتصر لها في الطرق الوعرة. سيكون تحالف فترانين. والفترانون لا ميثاق لهم.
ماذا عن الجدل حول من قاد حوار التطبيع الجنرالات أم الحكومة ومن منهم أقرب إلى الحكومة الأمريكية؟
-وهذا جدل لا يودي لا يجيب. انتهى الأمر بنا إلى ما انتهى. فلم يبد من اعترض تجملاً بسالة إلى النهاية ولم يستح من بادر. وكلاهما في النار.
كيف يقف الحزب الشيوعي ضد التطبيع وهو الذي كان أول من اعترف بدولة إسراييل؟
-أها دا الخايف منو. في نوبة مثل هذا التصارخ يجيبو ليك حكايتك الفي الثانوي كما جرت العبارة. حارة وباردة مطبع وغير مطبع. ثم يطوي كل منهما ذيله ويغادر لا يتمهل لاستنباط الدرس المتحقق من هذا التبذل. وتتسرب منا المعرفة بأنفسنا التي يوفرها مثل هذا الاسفاف في المعاني النادرة. فيعودون من الغنيمة بالتهارش. وهكذا دواليك.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.