الثورة المفاهيمية التصحيحية(١)

0 388

بقلم الاستاذ /محمد زكريا كمون
يتميز جهد الانسان بالوعي الفكري الخلاق الذي يرمي الي تحقيق اهداف ومشاريع سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية متصورة مستنبطة من اواصر التاريخ والتاريخ المعاصر ومقترنة مع ثقافة المجتمع بعد اجراء دراسات علمية ممنهجة للازمات والتحديات بنظرة اكثر تعمقا ومستصحبة بتجارب الشعوب في بناء الامم لتبلور في اطار مشروع وطني،نهضوي جامع وروية فكرية تحمل في طياتها كل القيم الانسانية النبيلة التي تتسق مع الاعراف والمواثيق المحلية والدولية لانتاج مشروع ورؤية سياسية تحمل التغير المؤسسي والسلوكي منهجا وتطبيقا ليكون لها الاثر البليغ في ترقية ورفاهية المجتمع باسره لان واقع اليوم يؤكدعبر تجارب الشعوب التي تطورت و تقدمت عبر مشاريع وطنية هادفة اكدت ان الدولة الحديثة هي التي تعتمد التجانس الاجتماعي والمساواة والمواطنة منطلقا لها واساسا في نشأتها ومن واقع التجربة السودانية في،حقب ما قبل وما بعد الاستقلال تواصلت نضالات الشعوب السودانية ضد القهر والظلم والتمييز لخلق اصلاح اجتماعي وسياسي والي المواطنة والتحرر واستمرت نضالات قواه الحية الحديثة في مسيرة التغير عبر مشاريع ورؤي وطنية كان الجزء الاكبر منها ناجحا في اطاره النظري ولكنه فشل في اطاره التطبيقي في الممارسة السياسية لان التغير لا يبدا بالمجتمع باسره بل يبدا بالفرد في ان يصدق تجاه الفكر الذي تبناه حتي لا يكون الفكر مفرغ من محتواه النظري والتطبيقي
فالهدف من الثورة المفاهيمية التصحيحية هو ترسيخ قيم العدالة والحرية والديمقراطية وحقوق الانسان والمراة واحترام التنوع الثقافي والهوية مستندة الي اواصر التاريخ والتاريخ المعاصر ومواجهة حقيقتها بكل تجرد فقد اثبتت التجارب والدراسات والمعارف الانسانية اهمية العوامل الثقافية والدينية في تشكيل الفكر والسلوك والممارسة باعتبارها اعظم اركان القوة تاثيرا والهاما في المجتمع فلابد ان تخاطب عبر بلورة مشروع يصطحب كل هذه العوامل عبر مشروع نهضوي مفاهيمي نتفق عليه لنخاطب،جذور الازمة السودانيةبكل،تجرد ان مفهوم التغير وتجارب الشعوب التي اخذت سياقها التاريخي المدعوم بكفاح المجتمعات التي اضحت في الطليعة كان نتاج تغير ثوري مفاهيمي انطلق من الفرد ليشمل المجتمع باسره لذا يجب علينا ان نغير نمط تفكيرنا بصورة اكثر تعمقا وبنظرة ثاقبة وبعقل لبق منفتح لنقرأ المتغيرات من حولنا فالعالم يتغير وكل وسايل العلم والمعرفة في تطور،واستحداث فلابد من ان نواكب المتغيرات .فيجب بان لا نكون صكوكا للتغير وندعي نحن كمدافعين عن الشعوب المهمشة بل يجب ان نرسخ الفكر الذي،نتبناه عبر الحوارات الفكرية البناءة والنزول الي القواعد بمختلف مستويات افكارهم لاحداث التغير داخل اروقة المجتمع المدني بدءا باطاره الخاص الذي لا زال اليوم يمثل التحدي الحقيقي الذي هدم اغلب المشاريع السياسية القومية الماثلة داخل الدولة السودانية لان هذا الاطار يحوي القبيلة فلابد ان نرتقي بالمجتمع من الاطار الخاص الي الاطار العام للمجتمع المدني العام لان جوهر التفير المفاهيمي عندما نحدث هذه الوثبة او النقلة ولا بد ان نضع في الاعتبار اواصر التاريخ والتاريخ المعاصر لانها تلعب دورا مهما في دراسة المجتمع حتي يكون عنصرا فعالا في مراحل،تطور وتقدم المجتمع فالتفسير الحضاري الذي يستند من اواصر التاريخ لظواهر تطور،المجتمع يجب ان يعتمد علي تواريخ الدول القومية والامم المستقلة لانه يرفض نظرية العرق والدين والبيئة ويري دورة التاريخ في التفاعل الخلاق بين التحدي والاستجابة ويعتقد تويبني ان هنالك قوة خلاقة في كل،مجتمع تقوم باستجابات ناجحة للتحديات وان التحديات تواجه بتحديات جديدة تقود لاستجابات ناجحة وعلي ذلك النحو التبادلي يتطور المجتمع ويتكامل نموه الحضاري النهضوي فيه وتتم هذه الاستجابات للتحول علي ثلاثة اشكال
-وثبة الي الخلف وهي استجابة غير ناجحة
-وثبة الي الامام وهي غير ناجحة ايضا يتم فيها استجابة حضارية للغرب باكمله في محاولة للافلات من الواقع،لان استيراد حضارة باكملها لا يقود الي تطور،المجتمع،فقد يتعارض مع القيم والموروثات لان الطرح الناجح والمشروع الناجح هو الذي يستنبط الاهداف والوسايل والاليات من الواقع الملموس في شكل بلورة رؤي سياسية تتسق مع المجتمع
-الوثبة الصحيحة يقودها فرد او مجموعة لمقابلة تحدي باستجابات ناجحة لتواجه تحديات جديدة باستجابات ناجحة من خلال الفكر الخلاق الذي يقود الي نهضة المجتمع وتطوره وهذه هي الوثبة التي نتبناها في الثورة المفاهيمية التصحيحية فعندما نحدث هذه النقلة الحقيقية عبر تاهيل الهامش في اروقة المجتمع المدني العام عبر المعرفة والعلم واخراطهم في النقابات والاتحادات والاحزاب السياسية عبر اطروحات وطنية خالصة نحدث جميعا الوعي،المفاهيمي لشعوبنا لندعم كفاحنا المسلح الذي انتهجناه لحماية مكتسبات الثورة حربا وسلاما لنخلق ايضا نضالا سلميا يمثل الحراك السلمي المدني عبر النقابات والاحزاب وقوي التغير الحية ومنظمات المجتمع المدني فهو ايضا يدعم التغير،عبر الانتفاضات الشعبية والتاريخ خير شاهد علي ذلك بذلك نكون قد احدثنا وثبة تصحيحية تدعم كفاحنا لاسترداد الحقوق،بما يحويه المجتمع المدني من التنظيمات والتنظيمات الوسيطة والمنظمات غير الحكومية واثرها البليغ لتحريك الشارع العام
نواصل…..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.