الشعب السوداني يستحق السلام
يوم تاريخي يشهده السودان اليوم بتوقيع اتفاق سلام ينهي عقوداً من الحرب في مناطق دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، ويمهد الطريق للتنمية، فالشعب السوداني يستحق أن يرى منافع هذا السلم في أن تسود فيه معايير المواطنة، وتنتشر فيه الحريات، وتُـحترم فيه حقوق الإنسان، وتتدعم فيه المشاركة الشعبية الأوسع.
البحث عن السلام والأمن في السودان هو العنوان الأبرز سنة 2020. فقد بُذلت جهود سياسية معتبرة ومُورست ضغوط من أجل الدفع بالمصالحة، كما أن مشاركة المجتمع الدولي بشكل أقوى تمثل أحد العناصر المطلوبة الأخرى للمضي بهذا الاتفاق بطريقة سلسة تقرّب وجهات النظر وتزيل العقبات، يجب أن نُقر بأن اتفاق السلام الشامل هو اتفاق فريد من نوعه في تاريخ السودان المضطرب منذ حصول السودان على استقلاله.
وغني عن القول إن الاتفاق سيفتح الباب واسعاً لإكمال عملية السلام بشكل نهائي، وسيؤسس لنقلة جديدة في المرحلة الانتقالية، لكن لا بد هذه المرة من أن تكون التوقعات أقرب إلى الواقع لجهة تحديد الوقت الذي ستستغرقه عملية تحقيق السلام.
كما يتوجّب على الوسطاء فرض سيطرتهم على عملية السلام، وإلزام كل الأطراف على الوفاء بالتزاماتها، وتجنب الانتكاسات السابقة التي كانت سبباً في فشل المسار، فقد كان الخاسرون في هذا الوضع المتنافر هم المدنيون الذين يعانون ويلات النزاع.
السلام يبقى حلم السودانيين. ما تم إنجازه في المرحلة الأولى هو إنجاز تاريخي عظيم يضع الجميع في الاتجاه الصحيح، لذلك فمن الضروري أن يبذل الجميع ما في وسعهم لدعم تدابير بناء الثقة بين الأطراف، ومن تم ضع آليات ديمقراطية تتيح للشعب السوداني في الشمال والجنوب أن يصنع مستقبله لكي يتمكن الناس من العودة إلى ديارهم، وأن يباشروا إعادة بناء حياتهم بكرامة.
ويجب على السودانيين ألا يتركوا الأطراف يعيشون في الماضي، على الجميع تشجيعهم للتطلع نحو مستقبل السودان بالتعايش السلمي والمحبة ونسيان الأحقاد والعمل يداً بيد على تحقيق العدالة والتنمية.