اللهم إني شامت

0 69
كتب: جعفر عباس
.
لا كريسماس في هذه السنة ولا رأس أو مؤخرة سنة، واللهم اني شامت في المتكرمسين و”مروسين” كل سنة، وهم ليسوا بكاثوليك بل يعانون من كواديك (هل تعرف الكادوك؟)، وقبل بضع سنوات كنت في طائرة متجهة من لندن الى الدوحة وكان يجلس جواري مهندس هولندي حلو الروح والحديث، وفجأة ارتفع صوت “سواق” الطائرة مهنئا الركاب بالكريسماس وطافت علينا حسناوات حاملات الخندريس التي هي بنت الحان والتي هي الداء والدواء على راي أبو نواس وكيل الوسواس الخناس، وكن حسناوات يرتدين ما قل ودل من الملابس على غير عادة المضيفات، واتضح انهن استبدلن الزي الرسمي بأزياء فيه فتحات تهوية كثيرة احتفالا بالكريسماس، وتذكرت الزنقة التي تعرضت لها عندما كنت ضيفا على قناة ام بي سي في بيروت، في صالة سيئة التكييف، وكانت تطوف علينا خلال كل فاصل بنت فتاكة نصف صدرها مكشوف وتجفف وجوهنا بقطعة من الاسفنج، وكانت تجلس الى جواري الممثلة الكويتية سعاد العبد الله، والتي صاحت في البنت لما مالت علي للمرة الثالثة بقطعة الاسفنج: يا بنية ذبحتِ ولد الناس؛ حِلّي عنه.. اعطيه الإسفنج يدبر حاله.
عندما رفضت تناول كأس سألني الهولندي لماذا لا أحتفل بعيد ميلاد المسيح، فسألته: وهل تحتفل انت بعيد ميلاد نبي الإسلام؟ فضحك الرجل وقال: على كل حال الكريسماس هو أصلا عيد الحصاد عند قدامى الأوربيين، وجرت محاولة لتقديسه بربطه بمولد المسيح، بينما مولد نبيكم معلوم ومحدد، عندها تذكرت كيف كنت أذهب الى ساحة المولد في كوستي ملثما بالعمامة كمن يخشى فيروس الكورونا للتمايل على إيقاع الطبول وجيبي مثقل ب”السمسمية” وأقرمش منها تحت العمامة كلما انهارت لياقتي البدنية (لا أحب الحمصية والفولية).
وكما يحدث في كل مناسبة لا يهمني أمرها فقد تناولت في العشاء مساء أمس فول وطعمية منزلية، ونحن لا نشتري الفول والطعمية من أي جهة لا هنا في قطر لا في السودان بل نطبخ الفول المجلوب من شمال السودان ونطبخه مع بعض العدس والتمر فيأتي بلون فاتح كما مذيعات قناة النيل الأزرق وشهي الطعم، وأم الجعافر بحمد الله طباخة ماهرة وتحب الطبخ، وعندما تكون دساتيرها “نازلة” تصنع لقيمات وطعمية تصلح للتصدير، ولما أعلنت مساء أمس أن الفول الكريسماسي في منتهى الروعة، طالبت بمكافأة تتمثل في ان يكون الغداء غدا من مطعم معين، وطبعا طلباتها أوامر لأن العمر مش بعزقة.
(أبلغ مليونير عددا من الرجال ان من يجتاز سباحة نهرا مليئا بالتماسيح سينال مليون دولار، فاستدار الرجال مبتعدين عن النهر، إلا واحد منهم قفز الى الماء وسبح مراوغا التماسيح حتى وصل الى الشاطئ الآخر، وفاز بالمليون، ولكنه سأل من كانوا حوله: مين ابن ال… الذي دفع بي الى الماء؟ فقالوا له: إنها زوجته، ومن هنا جاء المثل الشائع بأن “وراء” كل رجل ناجح امرأة، وفي الجهة المقابلة يقال إن رجلا قال لمصلين في مسجد ان من لا يؤدي الصلاة في المسجد لن يحظى بمقابلة زوجته في الآخرة، وبعدها خلا المسجد من المصلين).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.