الهبُوت ولا الكهنوت !

0 116

كتب د. زهير السراج:

* لا تنم المظاهرة الكيزانية التي خرجت تهتف اول امس يقودها بعض فلول النظام البائد ممن اشتهروا بالفساد وسوء الاخلاق :”ما في كرونا ما تغشونا” عن الجهل والغباء فقط، وإنما عن السلوك التجهيلى الإستغبائى ـ إذا جاز التعبير ــ الذى ظل يمارسه الكيزان طيلة عهدهم البائد لتجهيل الناس وإخفاء الحقائق ونشر الاكاذيب وتدمير العقول ليستمروا في النهب والسرقة والتسلط على رقاب الشعب وتمريغ سمعة البلاد في التراب .. واعتقدوا انهم سيفلحون في ذلك لدرجة أنهم أفصحوا بكل عنجهية وسوء أدب بأنهم لن يسلموها إلا لعيسى، إلى أن خرج عيسى عليهم في ديسمبر 2018 وأسقطهم في مزبلة التاريخ واستعاد حريته وكرامته ووطنه!

* إذا ظنوا أن الأزمة الطاحنة التي يعيشها الشعب الآن ستجعله يتخلى عن مبادئه وحريته وكرامته ويعود عبدا لهم ولشعاراتهم الكاذبة ويتخلى عن ثورته وحكومته، فهم واهمون لا يخدعون إلا أنفسهم ، فإنه لن يعود عبدا مرة أخرى ولو أكل التراب وشرب الحنظل .. أو كما قال الشاعر: لا تسقني كأس الحياة بذلة ** بل فاسقني بالعز كأس الحنظل !

* صحيح ان الوضع مأساوي، والناس في ضيق شديد، وهنالك الكثير من الأخطاء وكثير من التناقضات والصراعات الخفية والعلنية بين مكونات السلطة وداخلها، ولا يزال الكثير من الكيزان يتحكرون في مواقع اتخاذ القرار بسبب المعادلة الصعبة التي افضت لشراكة معقدة وضعت الكثير من العوائق والعقبات امام تحقيق اهداف الثورة وتفكيك النظام البائد الذى يستغل وجوده في الكثير من المواقع الحساسة بالدولة لتأزيم الأوضاع وإفشال الثورة وحكومتها للتمكين لنظام جديد وتحالف جديد يحميه من العقاب ويضمن له العودة الى السلطة من الباب الخلفي الذى يطلقون عليه زورا وبهتانا اسم (الانتخابات المبكرة) التي يجيدون فيها التزوير والتزييف والخداع واللعب بالعواطف والمشاعر باستغلال الدين ورسوخه في اعماق الناس ..

* ولكن ليعلم بنو كوز ومن لف لفهم في اجهزة السلطة والدولة والاعلام بأنه لا عودة لهم إلا على جثة هذا الشعب البطل الذى لن يرتاح له بال ولن يهدأ له ضمير إلا إذا شيّع آخر كوز الى مثواه الأخير في مزبلة التاريخ، وهو يوم قادم لا محالة مهما طال الزمن، فالثورات كما يحدثنا التاريخ .. تثور وتهدأ، وتهدأ وتثور، وتتقدم وتتراجع، وتنحرف وتستقيم، ولكنها تحقق في آخر الأمر غاياتها وأهدافها في ترسيخ مجتمع الحرية والديمقراطية والمساوة في الحقوق، ودونكم أعظم الثورات في العالم .. الثورة الفرنسية التي خلصت فرنسا وكل اوروبا من حكم الطاغوت والكهنوت، وحتما سيأتي اليوم الذى يتخلص فيه السودان وكل المنطقة من هذا الثنائي البغيض، وتؤول السلطة للعقل وإرادة الجماهير !

* تكفيني هنا بضع عبارات أخذتها من منشور للقانوني والداعية الشيخ (محمد زكريا إسحق) للتذكير بخسة هؤلاء القوم:

* هم الكيزان لا آخر سواهم، يطبقون نظرية الغاية تبرر الوسيلة، أكثر من ميكافيلي نفسه.

* قبل وصولهم إلى السلطة خرجوا في مظاهرات عارمة مستغلين اتحادات الطلاب وهم يهتفون، السكر غالي نموت طوالي، وأحرقوا مدن السودان الكبرى، لأن وزير المالية عمر نور الدائم رفع سعر السكر من ٥٠ قرش إلى جنيهين!

* هم الذين قاموا بشراء الدقيق و تخزينه في حكومة جعفر نميري التي كانوا مشاركين فيها الى ان كشف زيفهم ومتاجرتهم بالدين!

* هم الذين اقتحموا مخازن التجار الوطنيين وباعوا بضائعهم بأبخس الأسعار وتسببوا في خسائر فادحة قادت بعضهم إلى الجنون وبعضهم إلى الموت، ثم جاؤوا بعد ذلك بسياسة تحرير السوق وتغيير العملة ليستولوا على كل شيء لأنفسهم!

* هم الذين دفعوا بأبناء السودان للموت في الجنوب والزواج من الحور العين لرفع راية الإسلام كما زعموا، ليتزوجوا هم من الحور الطين، ثم عادوا وسلموا سائر الجنوب للكفار الذين قاتلوهم لإدخالهم في الإسلام!

*هم الذين أشعلوا الفتنة في دار القرآن في غرب السودان، وقتلوا آلاف الأنفس المؤمنة وشردوا الملايين داخل وخارج البلاد.

* هم الذين دمروا الخدمة المدنية ومشاريع السودان الزراعية والصناعية والتعاونية، وشردوا وجوعوا الملايين.

* هم الذين نهبوا السودان، وأسندوا الوظائف لكل متردية وموقوذة ونطيحة!

* هم الذين نشروا المخدرات فدمروا خيرة أبناء الوطن، وهدموا سمعة الوطن وداسوا على كرامة الشعب الأبي.

* هل بعد هذا كله، يلتف حولهم نفر من المغفلين لينصر بهم الشريعة الإسلامية والدين ..أي شريعة واي دين: دين الإسلام، ام دين الكيزان؟!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.