إهانة للثورة السودانية

0 43
كتب:  كمال كرار
.
سألتني صحفية عن برنامج ثمرات وهل بمقدوره حل أزمة المعيشة في بلادنا؟..
فقلت لها إن هذا البرنامج إهانة للشعب السوداني وثورته..
وتحت عنوان مظلة الحماية الاجتماعية يقود الصندوق والبنك الدولي بلادنا نحو الهاوية، والهدف الرئيسي ليس تحطيم الاقتصاد فقط، بل تحطيم الإنسان السوداني، الذي عليه انتظار نتيجة الشحدة، من أميركا وأوروبا كيما يحصل على ٥ دولارات كل شهر.
وبناءً على ذلك عليه ألا يحتج على شروط البنك الدولي والصندوق وأن يقبل الإملاءات دون قيد أو شرط.
والـ ٥ دولارات في نظر البنك الدولي هي قيمة السوداني بعد الثورة، والتقييم هذا ناتج عن مستوى الانبطاح الحكومي في التعامل مع البنك والصندوق.
والـ ٥ دولارات هي ثمن السكوت متى ما تم طردك من العمل جراء الخصخصة وبيع القطاع العام.
وهي ثمن السكوت متي ما ذهبت إلى المستشفى والصيدلية فكان العلاج والدواء فوق كل احتمال.
والـ ٥ دولار ثمن السكوت على غلاء الأسعار بحجة رفع الدعم.
والـ ٥ دولار هي ثمن سكوتك على سياسات الانحراف عن الثورة.
والـ ٥ دولار هي ثمن الصمت على استمرار وجود القوات السودانية في تحالفات عسكرية خارجية، وهي ثمن الصمت على بيع الأراضي لتركيا أو السعودية..
وتتسع الدائرة فينشغل الناس بالتسجيل للحصول على الـ ٥ دولارات وينسون استحقاقات الثورة مثل المجلس التشريعي.
والـ ٥ دولارات هي ثمن الصمت على وجود الكيزان والانتهازيين داخل الخدمة المدنية..
والـ ٥ دولارات التي يفترض فيها أن تشتري ذمم السودانيين تساوي قيمة نصف وجبة لكديسة أو كلب في أي ولاية أميركية، فأنظر لهذه الإمبريالية التي تحتقر شعبنا لهذا الحد.
ومن أهداف هذا النوع من البرامج تشجيع البطالة وانتظار الصدقات بدلًا عن العمل والإنتاج..
إن الشعب السوداني الذي قال عنه محجوب شريف (يا شعبًا تسامي يا هذا الهمام) يتسول الآن باسمه مسؤولون لا يعرفون قدر الثورة..
فلتذهب ثمرات إلى الجحيم ولتبق الثورة السودانية.
وأي كوز مالو؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.