تحول استراتيجي في مجرى الحرب السودانية اقتحام معسكر الشجرة – سلاح المدرعات- مدخل لسقوط الخرطوم

0 114

تقدير موقف : ذوالنون سليمان
مركز تقدم للسياسات

– مثل دخول قوات الدعم السريع سلاح الذخيرة والمدرعات بمنطقة الشجرة العسكرية مفاجأة لجميع الأطراف , بما فيها قوات الدعم السريع التي لم تتوقع سقوط الحصن الحصين للجيش والاسلامين بهذه السرعة , ليس بسبب قوة التسليح والعتاد , وكثرة الدفاعات وخطوط الحماية و تمركز قوات النخبة , ولكن لإستراتيجية الجيش الحربية التي اختارت سلاح المدفعية ومنطقة وادي سيدنا) قاعدة الطيران (كأرض المعركة الاستنزافية الكبرى لقوات الدعم السريع , من خلال تبديد قوتها الهجومية قبل الانقضاض علي ما تبقي منها عبر جيوشها في الولايات .
– غياب سلاح الطيران عن مساندة الجيش، واستخدام المدفعية الجديدة التي حصل عليها الدعم السريع في الهجوم على سلاح المدرعات شكل عاملا مهما للانتصار، بالإضافة للدراجات النارية والقناصة والفدائيين بقيادة اللواء عبد الله حسين، قائد القطاع الأوسط للدعم السريع، واستخدام اليات الهدم المتقدمة لتحطيم الجدار ودفن قنوات الماء التي تحيط بها . أيضا مثل نقص الذخيرة أحد العوامل المهمة لهزيمة الجيش الى جانب انخفاض الروح المعنوية وتدني الرغبة القتالية للجيش واختيارهم النجاة بأنفسهم أمام قوة نيران القوة المهاجمة وتفوقها.
– انحصر الجيش في الاتجاه الغربي من معسكر المدرعات الذي يمتد على مساحة تقاس بالكيلومترات، تتواجد فيها القيادة الرئيسية والمجاهدين، التي لم يتبق لديها الكثير من الجنود بعد الثغرة الكبيرة التي حدثت بسقوط سلاح الذخيرة وتقاسم الدعم السريع السيطرة علي مساحات واسعة من سلاح المدرعات مع الجيش، وتدلل كل المعطيات على إمكانية سيطرة الدعم السريع علي المدرعات بأكملها خلال ال24 ساعة المقبلة اذا لم يتدخل عامل خارجي لصالح الجيش.
– عندها، ستكون قوات الدعم السريع قد تفرغت بالكامل لإنهاء معركتها الكبرى في منطقة وادي سيدنا العسكرية بكل تحصيناتها العسكرية والطبيعية، وعندها لن يتبقى لها سوي سلاح المهندسين والاشارة “الأقل تحصينا” لإعلان سيطرتها المطلقة على العاصمة العسكرية والإدارية للسودان.
– سقوط سلاح الذخيرة والمدرعات “منطقة الشجرة العسكرية” يمثل منعطفا مهما لمسار العملية السياسية والتفاوض، فقوى الحرب ستدرك استحالة تنفيذ مخططاتها بالبندقية أمام واقع انتصارات الدعم السريع وتقدمه العسكري في الولايات والعاصمة، وستعول علي التفاوض لشراء الوقت أو لتحقيق الحد الأدنى من مصالحها، بينما سترتفع سقوفات الدعم السريع، خصوصا في حالة تحقيقه انتصار اخر، الامر الذي قد يجعله يفكر في تجاوز شركائه في الاتفاق الاطاري وفرض شراكات جديدة وفق المعطيات الجديدة.
– تتواتر الانباء الان عن اقتراحات من قبل الحرية والتغيير والدعم السريع بتكوين مجلس انتفالي عسكري عشري بقيادة اللواء فضل الله برمة ناصر، بناء علي واقع سيطرة الدعم السريع وتراجع الجيش، ولا يستبعد ظهور مقترحات أخري في حالة الانهيار الكامل للجيش في الخرطوم، بما فيها ظهور الطموح السياسي لحميدتي وترأسه المجلس الانتقالي كقائد منتصر. يحمي فترة التأسيس الانتقالية.
– اخر التقديرات : من التاريخ السوداني الحديث ، سقوط العاصمة الخرطوم ، يعني سقوط باقي الولايات ، لكنه يحمل مخاطر كبيرة على وحدة البلاد ، خاصة في ظل غياب رؤية سياسية متكاملة وحالة توافق وطني شامل ، الامر الذي يستدعي بعد اختلال ميزان القوى العسكري ، فتح مسار الحل السياسي بأسرع وقت ممكن وذلك لتفادي مخاطر التشظي والحروب الاهلية .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.