جرعة لتنشيط الذاكرة..!!

0 42
.
في أحد المؤتمرات الصحفية للجنة إزالة التمكين التي نعدها بمثابة حائط الصد الأول والأخير لجدار الثورة و(دفاع المنطقة) بلغة كرة القدم.. خرج أحد الصحفيين ليشكك في تعامل اللجنة إزاء قضية.. المتهمون فيها من جماعته الإنقاذيين أنفسهم..! ولعله يظن أن الناس لا يعرفون روابطه الوثيقة بهم.. ولكن هو ورفقاؤه ينشطون الآن لإثارة التشكيك وينتشرون في صحفهم ومواقعهم لينشروا فنوناً من الرقاعة والوقاحة.. وقد كانوا في عهد الإنقاذ يتلقون تعليماتهم من جهاز أمن النظام لابتدار الحملات التي يسعى الجهاز لشنّها ضد المعارضين والأحزاب والمنظمات والمراكز المدنية والطوعية.. وما أسرع أن تخرج مقالاتهم في تناغم عجيب مضمّخة بدخاخين تعليمات جهاز الأمن.. وكلهم يسارع إلى تلبية تعليمات الأمنجية ويضيف إليها ما شاء من تلفيق وشتائم وافتئات.. (ولكن على مين..؟!) فـ(خبوب الفبركة) كان يتكفل بفضحها وينشر عطنه بين السطور.. وما فعلوه في هذا السبيل موجود يزدحم به أرشيفهم توثيقاً لهذه العلاقة الشائنة التي تربطهم بجهاز أمن الحركة الإسلامية.. (وطيور الروابي شاهدة) أيام كانوا يتلقون تعليمات الرقيب الأمني (بضبانتها) ويضيفون إليها (للتحلية) شحنة من الأكاذيب ومما تجود به سخائم نفوسهم لإشانة سمعة المعارضين.. ولإعلاميي وصحفيي (المزاد) هؤلاء.. سجل طويل عريض من الخزي.. وها هم الآن يطلون من جديد لتلطيخ الفترة الانتقالية بذات النهج.. وإذا كان جهاز أمن الإنقاذ لا يعمل رسمياً الآن… فإن القرائن تؤكد استمرار وصول (الإمدادات والمظاريف) إلى طرفهم.. وعليها وشم الوضاعة والمهانة..!!
بحمد ربك ذي الطول والمنّة فإن الجسم الأغلب للصحفيين والإعلاميين معافى كأنقى ما يكون (الساكوبيس الناصع).. وما هؤلاء الذين تبدو سوءتهم الآن إلا قلة جاءوا إلى هذا الميدان من بوابة الأمن ومن خلفيات (الله أعلم بها).. ولا يخجل أحدهم أن يقول لك في سيرته الذاتية انه كان يعمل في صحيفة كيت وكيت من (صحف الجبهجية) التي تربي كل من يمر عليها على الكذب والبهتان.. وأحرى بمن عملوا فيها أن يشطبوا هذه الفترة من سيرتهم وأن يتفرّغوا لمعالجة (البلاوي) الأخرى في ملف حياتهم..! فكل من (جاور الإنقاذ) وحركتها وجماعتها وتنظيماتها ومليشياتها وأذرعها الظاهرة والمُستترة لا شك قد تشرّب برصيد وافر من التجاسر على الحق والجرأة في معاقرة الخبائث.. فهي تجربة مرجعها (بِركة آسنة واحدة) ولا نقول مشكاة واحدة.. لأن المشكاة فيها مصباح.. والمصباح في زجاجة.. والزجاجة كأنها كوكب درّي.. يوقد من شجرة.. والشجرة مباركة.. وهي زيتونة تأخذ بأخلاق المهنية الصحفية ومواثيق الشرف وأمانة الضمير..لا شرقية ولا غربية.. يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار.. نور على نور.. وهذا هو الطريق الذي سارت عليه (شبكة الصحفيين) طوال ثلاثينية الإنقاذ السوداء التي هي أحق باسم السواد من (عشرية الأشقاء الجزائريين) في وصفهم لسنوات الإرهاب العشر لجبهة الإنقاذ والسفاحين من الفصائل الموالية.. وهم أخوة الإنقاذ السودانية.. وكلاهما اتخذ طريق الإرهاب وقتل الناس باسم مشروع ضلالي دموي واحد.. يحمل ذات الأهداف والنهج لتخريب الأوطان وتمزيق المجتمع ومعاداة التنوير ومطاردة الأفكار وقصف الأقلام.. ونحن نقول ذلك تذكيراً بالتجربة المريرة التي رافقت صحافة الإنقاذ التي تم إنفاق المليارات عليها من المال العام لتضليل الشعب وإلهائه عن الجرائم المروّعة والسرقات الفاجرة.. والغريب أن سؤال الصحفي (أياه) يقترب من واقعة قام بها أحد أكبار الإنقاذيين عندما طلب قرضاً من البنك (أياه) ثم قام بشراء البنك نفسه بجزء من القرض!! أين هذه القضية يا مَنْ تجلس على منصب النائب العام…؟!!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.