ذكري رحيل نقد

محمد ابراهيم نقد ( 15 نوفمبر 1930 - 22 مارس 2012)

0 167

الميدان

رأت عيناه النور في 15 نوفمبر 1930 بمدينة القطينة، في كنف أسرته التي تعود بجذورها إلى قبيلة الدناقلة بحفير «مشُّو» بالمديرية الشمالية، غير أنها استقرَّت بالقطينة بمديرية النيل الأبيض، وكان الابن الثالث للأسرة التي ضمت ثلاثة أبناء وستة بنات. وقضى الأستاذ محمد إبراهيم نقد شطراً من مرحلة الدراسة الأولية بمدرسة القطينة الأولية وأكمل تعليمه بحلفا الأولية ومدرسة حلفا الوسطى، والتي شهدت ميوله للأنشطة الثقافية بالجمعية الأدبية، وكان مشرفاً على جمعية التمثيل والمسرح، التي قدمت أعمالاً لخالد أبو الروس وشكسبير وجرجي زيدان. وبمدرسة حلفا الوسطى شارك ولأول مرة في المظاهرات ضد الاستعمار عام 1946م، التي تزامنت مع الحراك السياسي لمؤتمر الخريجين. ومن ثمَّ تم قبوله بمدرسة حنتوب الثانوية، والتي شهدت انخراطه في العمل السياسي ضد الاستعمار وشارك في المظاهرات التي كان ينظمها طلاب مدرسة حنتوب المساندة للحركة الوطنية كالمظاهرات المؤيدة لإضراب الجمعية التشريعية. قُبل الأستاذ محمد إبراهيم نقد بكلية الآداب – الخرطوم الجامعية، وفُصل منها في السنة الثانية على خلفية مشاركته في مظاهرة وإضراب الطلبة ضد الاستعمار في نوفمبر 1952م، وسجن لمدة شهر بسجن الخرطوم الذي كان يعرف بسجن المديرية (رئاسة السجون حالياً). وسافر في العام 1953م إلى أوروبا في بعثة دراسية جامعية من اتحاد الطلاب العالمي، ملتحقاً بكلية الفلسفة والعلوم الاجتماعية بجامعة صوفيا ببلغاريا؛ وشارك خلال الأعوام 53 و 1954 في مؤتمرات ومهرجانات طلابية عديدة، كالمهرجان الثالث اتحاد الشباب و الطلاب العالمي في ببوخارست رومانيا، يونيو 1953م، ومؤتمرات أخرى بوارسو ببولندا وبالاتحاد السوفيتي في موسكو. وعاد إلى السودان عقب تخرجه في 1958م متفرغاً بالحزب الشيوعي السوداني. واختفى الأستاذ نقد لمباشرة مهام العمل السياسي السري بعد الإطاحة بالنظام الديمقراطي في 17 نوفمبر 1958م، وتم اعتقاله لمدة عام 1960 / 1961 قضاها في سجون كوبر وملكال. وعقب انتصار جماهير الشعب السوداني في ثورة أكتوبر اﻟﻤﺠيدة 1964م فاز الاستاذ نقد في الانتخابات التي أجريت في 1965م مرشحاً عن الحزب الشيوعي بدوائر الخريجين، ودخل البرلمان غير أنَّه لم يكمل الدورة نسبة لصدور قرار حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان على الرغم من صدور حكم من المحكمة العليا بعدم دستورية حل الحزب الشيوعي، وبعدم قانونية طرد نوابه من البرلمان. وواصل الاستاذ نقد مساهمته في العمل السياسي . العام حتى انقلاب مايو 1969م، وعقب اﻟﻤﺠازر الدموية في يوليو 1971م عاد الاستاذ نقد للاختفاء ومباشرة مهام النضال السياسي السري حتى الانتفاضة في مارس/ أبريل 1985م، وتم انتخابه في انتخابات 1986م، نائباً عن دائرة الديوم والعمارات بالجمعية التأسيسية، وظل يباشر مهام العمل النيابي والسياسي
حتى انقلاب الجبهة الإسلامية على النظام الديمقراطي في يونيو 1989م، وتم اعتقاله بكوبر حتى 1991م حيث أطلق سراحه ليتم اعتقاله تحت التحفُّظ المنزلي [الإقامة الجبرية] لحين اختفائه في 1993م والذي أمتد حتى العام 2005م . وبعد الظهور العلني للحزب الشيوعي واصل الاستاذ نقد المساهمة في العمل السياسي العام حتى انعقاد المؤتمر العام الخامس للحزب الشيوعي السوداني في يناير 2009م حيث تم انتخابه سكرتيراً سياسياً للحزب الشيوعي. وتقلد الأستاذ نقد طوال حياته عدداً كبيراً من المهام الحزبية اﻟﻤﺨتلفة داخل وخارج السودان، منذ انتخابه باللجنة المركزية للحزب الشيوعي في المؤتمر العام الرابع 1967م، وعمل بمديرية الجزيرة وبالعاصمة وبالبرلمان القومي والجمعية التأسيسية وبلجنة العلاقات الخارجية، كما عمل بالجبهة الثقافية ومتعاوناً مع صحيفة (الميدان)، وله عدد من المؤلفات: (قضايا الديمقراطية في السودان: المتغيرات والتحديات) دار الثقافة . الجديدة، القاهرة، 1992.
(حوار حول النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية) تقديم: محمود أمين . العالم، دار الفارابي، بيروت، 1992.
(علاقات الأرض في السودان: هوامش على وثائق تمليك الأرض) تقديم البروفيسور محمد إبراهيم أبو سليم، دار الثقافة . الجديدة، القاهرة، 1993.
(علاقات الرق في اﻟﻤﺠتمع السوداني) دار الثقافة الجديدة، القاهرة، 1995.
(حوار حول الدولة المدنية) دار عزة للنشر والتوزيع، الخرطوم، 2003.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.