رسالة في بريد حمدوك

0 65
.

الأزمات التي تتناسل هذه الأيام مصنوعة بواسطة أيادي الانقلابيين داخل الأجهزة الأمنية والعسكرية، لا شح يذكر في الوقود والغاز والقمح، فالمستودعات بالخرطوم ممتلئة باحتياطي يكفي لإمداد مستقر هذه الأيام، ولكن أيادي عابثة بوزارة المالية ووزارة الطاقة ووسائط النقل والتوزيع اختلقت أزمة من العدم بغرض خنق الحكومة الانتقالية.
ليس هذا فحسب، فطرقات العاصمة التي أغلقتها الإطارات المحترقة خلال الأيام الماضية أفادت مصادر عديدة بأن أيادي لا علاقة لها بقوى الثورة، كانت وراء أحداث العنف والتخريب هنا وهنالك، وسبقتها أحداث الجنينة الدامية التي لا مبرر لها سوى مخططات إفساد المرحلة الانتقالية ونزع مشروعية رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وقوى الحرية والتغيير وعزلهم عن الشارع تماماً.
كل ما تقدم ترافق مع تأخير في تشكيل الحكومة، وسط تحريك الأجهزة الأمنية لأصابعها هنا وهنالك لتقسيم القوى السياسية ولدق إسفين في العلاقة بينها و د. حمدوك بتناقل الشائعات التي تهدف لضرب العلاقة بين رئيس الوزراء وحاضنته السياسية.
من المعلوم أن الانقلاب الكلاسيكي بصورته القديمة الفجة لن يحدث في بلادنا ولن يعود الكيزان بالباب مرة أخرى، فمخطط الانقلاب يقوم على إحداث مواجهة بينه وقوى الحرية والتغيير تقود لابتعاده أو إبعاده عن موقعه وخلق حالة فراغ سياسي يتعذر سده في وقت قريب، هذا الفراغ سيمهد حالة حدوثه مترافقاً مع اشتداد الأزمة المعيشية الانقلاب على كامل المرحلة الانتقالية.
*السيد رئيس الوزراء الموقر الدكتور عبد الله حمدوك:
رسالتي لك أنك وحدك من سيقطع الطريق أمام هذا الانقلاب المرتقب .. لا تستمع للأصوات التي تسعى للوقيعة بينك وقوى الحرية والتغيير وحركات الكفاح المسلح .. الطريق الأوحد هو أن تسد الفجوة بينك وبين القوى السياسية المدنية وأن تعمل على توحيدها وترفض أي شكل من أشكال تقسيمها وأن تعمل معها لتشكيل حكومة متوافق عليها تقوم بمهام الانتقال الصعبة المعقدة .. وحدة صف القوى المدنية الثورية هو الطريق الأوحد لتحصين ثورة ديسمبر المجيدة من مخطط الانقلاب.
مخطط الانقلاب على المرحلة الانتقالية يمضي على قدم وساق، فالحذر ثم الحذر يا حمدوك.
ألا هل بلغت … اللهم فاشهد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.