شاكوش بشاكوش
كتب: جعفر عباس
.
ماريك أولسزيوسكي، بولندي يعيش في بريطانيا ووقع في حب طبيبة الأسنان “آنا ماكوباك”، ثم تبدلت عواطفه نحوها وعثر على حبيبة جديدة، ولكنه ظل على صلة طيبة بماكوباك، ثم أصيب ماريك بألم في الأسنان، فقرر زيارة عيادتها لتعالج لها أسنانه فاستقبلته بابتسامة وأجلسته على الكرسي الرهيب ذاك، ثم أعطته حقنة بنج، و”أشتغلت” في فمه بكفاءة، ثم لفت فمه بالشاش الطبي وقالت له إن ذلك يمنع نزف الدم من الأسنان، وعاد ماريك الى البيت ونام نوما عميقا، ثم استيقظ، ووقف أمام المرآة ليتفقد أحوال أسنانه وكانت المفاجأة أن الأسنان “بح”.. مفيش .. كان فمه خاليا من الأسنان تماما.. يعني الحبيبة الطبيبة انتقمت منه بتجريده من أسنانه. وهذه عاقبة الغباء: فماذا تتوقع بعد أن أعطيتها شاكوشا؟ كان لابد أن يكون الرد بشاكوش قضى على أسنانك تماما!! والمصيبة أن حبيبة ماريك الجديدة صاحت فور أن رأته بفمه المجوف: ياي مش عايزاك.. أنا بنت أبوي أحب واحد ما عنده أسنان؟ يللا كل حي يروح لحاله، وبسبب فعلتها تلك فقد أخذت طبيبة الأسنان شاكوشا بعد سحب رخصتها كطبيبة أسنان نهائيا والزج بها في السجن.
يقول علماء النفس والاجتماع إن النساء أكثر عدوانية وميلا للانتقام في ما يتعلق بأمور الحب والعواطف، مقارنة بالرجال، فإذا هجرت حبيبتك أو طلقت زوجتك فلا تتوقع منها شفقة أو رحمة، فإذا كانت تملك مطعما فلا تشتر منها طعاما، وإذا كانت طبيبة جراحة ولديك زائدة دودية على وشك الانفجار ولم يكن هناك جراح غيرها، فاتركها تنفجر.
فوجئ العاملون في مستشفى الدمرداش في وسط القاهرة برجل يدخل عليهم ويلقي بقنبلة مسيلة للدموع في اتجاه موظفة في الوحدة فتعالي الصراخ والعويل والسعال، وأصيب مرضى قلب كثيرون باختناقات شديدة استوجبت نقلهم الى مركز السموم لإنعاشهم. (منذ المرحلة الثانوية شاركت في عشرات المظاهرات ضد مختلف الحكومات في الخرطوم، وبكل صدق أقول إنني لا أخاف من الاعتقال والحبس في السجن أو مركز الشرطة، ولكنني وبمجرد رؤية شرطي يوجه قنبلة غاز في اتجاهي أتحول إلى دراجة نارية. ولو أمهلني الشرطي لتوجهت نحوه وأنا أصيح: تعيش الحكومة واللي خلفوها، بس الله يخليك بلاش القنبلة، فتأثيرها يظل يلسع جلدك وعينيك وخياشيمك لساعات).
بعد التحريات اتضح ان الرجل يعمل في جامعة عين شمس، وأنه طلق زوجته التي تعمل في مستشفى الدمرداش، فقرر تأديبها وألقى بالقنبلة عليها، ويواجه الرجل الآن حزمة من التهم أخطرها أن فعلته تلك تماثل الشروع في القتل، لأن خنق مرضى القلب بالغاز كان من الممكن ان يتسبب في موت أحدهم أو بعضهم.
قبل سنوات وفي أحد أحياء جنوب الخرطوم جاءت سيدة الى حفل زواج والقت قنبلة غاز على الحضور، واتضح ان زوجها كان قد أبلغها انه سيسافر خارج الخرطوم لأداء بعض الأعمال، ولكن “فاعل خير” أبلغها بأنه يعيش في فندق وانه سيتزوج بأخرى “في يوم كذا”، وفي ذلك اليوم جاءت الى الحفل ووجدته منجعصا في الكوشه والقت القنبلة وفركشت الحفل (قال جنس لطيف قال).
وهناك أساليب انتقامية مختلفة تلجأ إليها النساء لعقاب الزوج أبو عين زائغة فادرسوها يا رجال يا فاعلي الخير بمحاربة العنوسة بالزواج المتعدد، وتبادلوا المعلومات حولها بعيدا عني لأنني معدد سلفا وعندي زوجة وقرينة وأم عيال وست هانم وحرم.