عدم الإحساس مشكلة

0 82
كتب: كمال كرار
.
هذه العبارة مكتوبة على الزجاج الخلفي لحافلة ركاب تجوب شوارع الخرطوم،وتقف بالطبع في صف البنزين،ويتشاكل ركابها مع الكمساري كل يوم في ثمن التذكرة،ويتجادل سواقها باستمرار مع عناصر الشرطة عند (الكماين)،ولكنها عبارة بليغة تفسر واقع الحال في سودان مابعد الثورة ..والثورة نفسها لم تنطلق عبثا،ولكن عدم الاحساس مشكلة …
مضى وقت طويل على الوثيقة والحكومة والسيادي،والبلد بلا نقابات،والسبب ظاهريا،استمرار المشاورات للاتفاق على قانون ..والسبب الحقيقي أن هنالك من لا يرغب في نقابات قوية وشرعية وثورية،حتى يظل الحال في حاله ..(ومن لا يرغب) تشمل مسؤولين ..وأصحاب عمل ..تخيفهم النقابات ..لأنهم حاليا مستفيدون من القوانين والنقابات المعطلة،وحقوق العمال مهدرة،وكل من يتحدث عن زيادة الاجور مفصول من الخدمة..ووزارة العمل مبسوطة من هكذا وضع ..وعدم الاحساس مشكلة ..
وسقط ناس في انتخابات المهنيين،وخرخروا ..فالمناصب ذات بريق ..ونفوذ..وليتهم خرخروا وسكتوا ..لكنهم ..لا زالوا في (خرخرتهم) يعمهون ..بينما الحقيقة مرة..وعدم الاحساس مشكلة ..
واعلان الحرية والتغيير والمواثيق واضحة،والمؤتمر الدستوري في أجندتها،ولكن يدور الان كلام تاني وللاسف من عضو مجلس سيادة ..إذ قال أن من رأيه ان تضع الدستور الهيئة البرلمانية التي ستنتخب بعد الفترة الانتقالية،وكأنما يشير من طرف خفي إلى ان مكونات الفترة الانتقالية غير مهيأة لأن (الكيزان)خارجها …عدم الاحساس مشكلة ..
وفات البدوي،وظلت سياسته باقية،ولا زالت (هبة) تتحدث عن رفع الدعم وتعويم الجنيه،وبرنامج البدوي الثلاثي الذي سيحطم الاقتصاد ويسحق الفقراء ..وعدم الاحساس مشكلة .
دا كلو كوم ..والتعيينات كوم تاني،وآخرها سفير كوز في دولة اوربية ..والمئات من الشرفاء فصلوا من الخارجية في العهد البائد ..أليس من بينهم أي واحد او واحدة ..تنفع ؟..هناك مشكلة لا تتعلق بعدم الاحساس،بل بمحاولة استغفال الثورة .
وكنت حاضرا قبل أيام لاجتماع بين ممثلي المجلس المركزي للحرية والتغيير مع تجمع القوى المدنية بجنوب كردفان ..الذي حمل مطالب مسؤولة حقيقية،عن السلام والامن المفقود،وتعيين الوالي ..تحدثوا عن أجندة وطنية وليس مكاسب شخصية ..فكانوا على قدر الثورة ..والاحساس بها ..
لو أن الجميع كانوا مثلهم لما كانت هنالك مشكلة،ولكن عدم الاحساس مشكلة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.