كلية الطب جامعة السودان..
كتب: عثمان ميرغني
.
واحدة من تجليات العلاقة العجيبة بين السلطة والمواطن تبدو سافرة في حكاية كلية الطب جامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا..
قُبلت الدفعة الأولى في هذه الكلية العام الدراسي 2017-2018، بلا استعداد أو تأهيل مناسب لكلية تطبيقية لها شروط غير قابلة للجدال من معامل ومشرحة وغيرها.
استمرت الدراسة نظرية وكأنها واحدة من الكليات الأدبية، في السنة الأولى استضافتهم كلية المختبرات والعلوم ثم انتقلت الكلية لموقعها في شارع عبيد ختم، وظل الطلاب في انتظار أن تستوفي الجامعة مطلوبات كلية الطب .
في آخر المطاف وبعد أن استنفد أولياء الأمور والطلاب كل الطرق الممكنة للتفاهم مع الإدارة وحل المشكلة ولما لم يصلوا لنتيجة، اجتهدوا في إيصال صوتهم إلى الرأي العام وكل الجهات الممكنة فالأمر ليس مجرد إجراءات إدارية بل مصير و مستقبل شباب سوداني لا علاقة لهم بأية ترتيبات اتخذتها الحكومة البائدة في قبولهم.. ولا يجب أن تنظر إليهم الجامعة الآن بأي معيار سوى المصلحة الوطنية التي تستوجب أن لا يقلقوا على مستقبلهم ، وليس ممكناً تعليق أخطاء النظام السابق مهما كانت في عاتق هؤلاء الطلاب.
قررت الجامعة تعليق الدراسة بكلية الطب دون أي اعتبار لمستقبل هؤلاء الطلاب الذين بعد أكثر من 4 سنوات ما زالوا في السنة الثانية .
من المحزن أن تظل هذه القضية مجرد مشكلة بين إدارة الجامعة وطلاب الكلية، وبلا اعتبار لعنصر الزمن لشباب يفيضون حماساً للتفوق في دروسهم والتخرج حتى يكونوا عوناً لوطنهم ولأسرهم التي استثمرت فيهم من أول درج سلم التعليم قبل المدرسة إلى آخر يوم في المرحلة الجامعية.. وهي رحلة باهظة التكاليف..
في ظل فشل إدارة الجامعة في حل هذه المشكلة يجب تدخل وزارة التعليم العالي حتى تنقذ مستقبل هؤلاء الطلاب ويجب أن يكون الحل بتوفير مطلوبات الدراسة في كلية الطب جامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا بأسرع وقت ممكن بل وتطوير الكلية لتنافس نظيراتها في الجامعات الأخرى.. فجامعة مثل جامعة السودان عمرها أكثر من 100 عام تستحق أن تكون رائدة حتى في طرق حل مشكلاتها مع طلابها.