لا للتروس باسم الثورة

0 67
كتب: جعفر عباس
.
قابل معظم أهل السودان الزيادات الفاحشة في أسعار مشتقات البترول بالاستياء، واختار بعض الشباب التعبير عن رفضهم لتلك الزيادات بقطع الطرق في عاصمتنا، ووجدها بعض فلول الكيزان فرصة لإشاعة الفوضى، وشوهد بعضهم يوزع البنزين على الصغار ليشعلوا الحرائق، واعتقلت الشرطة تاجرا منهم جاء بحمولة لوري هينو من الرمل وصبها في شارع رئيسي، وفي كثير من التقاطعات سيطرت عصابات إجرامية على المشهد، واعتدت على المارة والسيارات بالحجارة وحدثت حوادث سلب ونهب كثيرة، ويتحمل مسؤولية كل ذلك من بدأوا في إقامة التروس حتى لو كان ذلك باسم الثورة والثوار
كانت التروس سلاحا فعالا للحد من تحركات الكجر والتتر خلال فعاليات الثورة لحماية الثوار من العدوان الغاشم، ولكنها كانت خلال اليومين الماضيين سلاحا ضد عموم المواطنين، فقطع الطرق شل حركة الحياة في العاصمة وتضرر منه ملايين الناس، وكاد ان يؤدي الى فوضى عارمة بعد ان سيطرت عصابات مسلحة على المشهد، في غياب شبه تام للشرطة التي كانت في موقف حرج فلو استخدمت القوة لتفكيك التروس تعرضت للاتهام بأنها ضد الثورة، ولو وقفت موقف المتفرج قيل إنها ضد الثورة (وفي الحالتين هي……).
الوضع في بلادنا شديد الهشاشة في ظل وجود جيوش غير نظامية في مدننا الكبرى، وفي ظل تحالف هش بين المدنيين والعسكريين، والتعبير الخطأ عن المشاعر باسم الثورة بقطع الطرق يسهم في قطع الطريق أمام ثورة مترنحة سلفا لأن أمورها آلت الى حكومة فاقدة التوازن، والثوري الحقيقي هو من يحافظ على سلمية التعبير عن مطالبه ومشاعره ولا يفتح الأبواب امام أعداء التغيير أو الطامحين في كراسي السلطة باسم التغيير والثورة.
وداعا فارس الفرسان
+ فقدت البلاد يوم الأول من امس فارسا من انبل واشرف وأطهر رجالها برحيل الأمير عبد الرحمن نقد الله، ذلك الباسل الجسور الذي ناطح ديكتاتورية الكيزان، فتعرض للتعذيب القاسي وحكموا عليه بالإعدام وتراجعوا عن التنفيذ تحت ضغط المجتمع الدولي، فعاش سنواته الأخيرة منهمك الجسد لا يقوى على الحركة الى ان اختاره الله الى جواره، وفيه قال شاعر الشعب محجوب شريف: يلا يا نقد الله يلا/ زى عمود النور لقيتك/ واقفاً رايه ومظلة/ هب نقوم نفتح كتاب/ نرفع مجلة/ نرمى بذرة حق تفرهد.
صادق التعازي لأسرته الكريمة ولحزب الأمة القومي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.