لقاء برهان ـ نتنياهو: ما وراء الحدث

0 67

محمد جلال هاشم

لا تزال تداعيات لقاء برهان بنتانياهو مستمرة. ليس اللقاء في حد ذاته عو الموضوع، بل الطريقة التي تم بها اللقاء من حيث الاختصاص. فأول نقطة تحسب علي هذا اللقاء هو ان العلاقات الخارجية وبموجب الوثيقة الدستورية من اختصاص مجلس الوزراء وليس مجلس السيادة. ثانيا، التكتم والسرية التي صاحبت اللقاء بما في ذلك التكتم على اعضاء مجلس السيادة، ما يلقي بشكوك حول الصفة التي عبرها قام الفريق برهان بهذه الزيارة، هل بوصفه رئيس مجلس السيادة، ام بوصفه القائد العام للقوات المسلحة، أم ماذا؟ ثالثا، جملة المعلومات المتكتم عليها بخصوص الجهة التي قامت بالتنسيق لهذه الزيارة في ظل الغياب التام لبروتوكولات الدولة الرسمية، بما في ذلك وزارة الخارجية. رابعا، مبادرة القوات المسلحة بمباركة هذه الزيارة والتبعات العملية والتنفيذية ثم السياسية لهذه الخطوة من حيث انعدام الاختصاص الكامل لها. خامسا، حرب التصريحات والبيانات الدائرة ما بين الفريق برهان من جهة ومجلس الوزراء من الجهة الاخرى بخصوص تبليغ الفريق برهان لرئيس الوزراء مسبقا بهذه الزيارة من عدمها. هذه بعض النقاط المثيرة للجدل والشكوك معا فيما يتعلق بلقاء الفريق برهان برئيس الوزراء الإسرائيلي.
هكذا تثور ذوابع الشكوك والاتهامات ليبرز اقوي الاحتمالات ومؤداه ان العسكر ربما شعروا بخطورة الاستمرار في لعب دور الثوار. وبالتالي بدأوا في التخطيط للانقضاض علي الثورة والانفراد بالحكم. إلا أنهم يخشون من ردة فعل المجتمع الدولي، هذا دون أن يخشوا ردة فعل الشعب كونه هو الغريم والمستهدف بهذه الخطوة. هنا تجيء خطة الاعتراف ثم التطبيع مع إسرائيل بغرض الحصول على الحماية اللازمة ثم مقابل الاعتراف الدولي والإعفاء من الديون … إلخ. أما بخصوص الجهة، أو الجهات، التي تقف وراء هذه الخطوة، أو تزال تقف وراءها، او من قام بالتنسيق، فإن الاحتمال الاكبر هو ثلاثي الإمارات والسعودية ومصر.
أما بخصوص التداعيات والٱثار المباشرة لهذه الخطوة، فهي عمليا تعني انقضاء اجل الفترة الانتقالية قبل موعدها بكل ما تعني هذه الخطوة من تنكب وانقلاب على الثورة الشعبية. إذا كان هذا كهذا، فإنه من المؤكد أن أولى ضحايا هذه الخطوة: أولا السلام وثانيا التحول الديموقراطي وثالثا إفلات العسكر والجنجويد من تحمل تبعات فضهم للاعتصام وما ارتكبوه من جرائم جديرة بإرسالهم الى محكمة الجنايات الدولية.
فماذا يعني كل هذا في الخلاصة؟ إنه يعني أنني فعلا في مرحلة الإنقاذ (3) التي ظللنا نحذر منها منذ سنين خلت وثابرنا على التحذير منها ورايات الثورة الشعبية المجيدة تعلو خفاقة خلال حقبتي الإنقاذ (1) والإنقاذ (2)، وصولا إلى اللحظة الراهنة. فكم وكم حذرنا، وكم وكم نبّهنا أن الثورة تسرق في لحظة التغيير وذلك لحظة تشكّل المجلس العسكري أولا ثم القبول به ثانيا.
فما المخرج يا ترى؟ المخرج هو الثورة ثم الثورة ثم الثورة، فالثورة مستمرة!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.