ليس النظام البائد وحده .. النظام الحالي أيضا اخطأ

0 74

بقلم : محمد عبدالماجد


(١)

ï الأحداث التي شهدتها الخرطوم أمس، وتمثلت في تمرد هيئة العمليات )المحلولة( في جهاز الأمن والمخابرات، أكدت أن النظام البائد مازال يحمل كل حلوله في فوهة )البندقية(، ومازال النظام السابق وحركاته لا سبيل لهم للعودة للسلطة من جديد إلّا عن الطريق الذي جاء به خلسة في ليلة الجمعة 30 يونيو 1989، عندما قاموا بانقلابهم العسكري المشؤوم وذهب بعده الترابي لكوبر حبيساً وجاء البشير للقصر رئيساً.
ï أكثر من )30( سنة مضت على انقلابهم العسكري ذلك، ومازالوا حتى وقتنا هذا يفكرون بنفس الطريقة.
ï تفكيرهم مازال تفكيراً )دموياً(، قائم على الحروب والإبادة والقتل.
ï الحركة الإسلامية بمكوناتها الحزبية والعسكرية المختلفة، تعلم أنها فقدت )الشارع( بشكل تام، وأصبحت بينها وبين )الشعب( السوداني عزلة )اجتماعية( قبل أن تكون عزلة )سياسية(، لهذا يريدون أن يعودوا عن طريق )البندقية( حتى لو كان ثمن ذلك الفوضى وتعريض استقرار البلاد وسمعتها للاضطراب والهلاك.
وقد كانوا وهم في السلطة في آخر أيامهم يتحدثون عن وجودهم في قمة السلطة او الفوضى وحمل الناس لبقجهم فوق رؤوسهم.
(٢)

ï أمس قدم لنا النظام البائد الطريقة التي يفكر بها، ونوه السلطة الحاكمة الى المخاطر التي تكمن في مفاصل الدولة من خلال تلك الأجسام المنتمية للنظام البائد.
ï لا يعقل أن يتم ذلك في مدني وفي الأبيض وفي الخرطوم في وقت متقارب، وبسيناريوهات واحدة..وقبل ذلك كانت أحداث بورتسودان والجنينة تعمل لجر البلاد للفوضى.
ï الحكومة الانتقالية لا أعرف كيف لها أن تحل هيئة مسلحة في جهاز أمني ومخابراتي كبير ولا تجرد أعضاءه من الأسلحة التي يمتلكونها بعد التسريح.
ï نقول الخلل والخطر الذي كشفته أحداث الأمس ليس هو في النظام البائد فقط، بل يوجد ذلك الخلل في النظام الحالي أيضاً، وذلك بتهاونه وعدم حسمه لتلك المكونات التي تشكل خطراً على الدولة.
ï القرارات التي تصدرها الحكومة الانتقالية بشقها السيادي والتنفيذي، يجب أن تدخل حيز التنفيذ ولا تكون حبراً على ورق، كما هو في حل هيئة العمليات في جهاز الأمن والمخابرات.
ï مثل هذه الأزمات لا تحل بالتصريحات او البيانات او المؤتمرات الصحافية.
(٣)

ï جهاز الأمن والمخابرات الذي كان النظام السابق يصرف عليه صرف من لا يخشى الفقر، من أجل استقرار البلاد، الآن يهدد البلاد بعد سقوط نظامه الذي كان يصرف عليه.
ï حكومات البشير صرفت على جهاز الأمن والمخابرات أكثر من صرفها على التعليم والصحة، وكان تعليلهم لذلك حفاظ أمن البلاد واستقرارها.
ï وأمن البلاد واستقرارها كان يهدده شيء مثل )شعر( لمحجوب شريف او)فكر( لكمال الجزولي او )رأي( للحاج وراق.
ï مكّنوهم في الأرض وسلحوهم بأقوى الأسلحة وجعلوا لهم ميزانية مفتوحة، وأدخلوهم في الإعلام والأسواق استثماراً وتجارة، وأنشأوا من أجلهم قانون خاص ليرضعوا كيفما شاءوا من خيرات هذه البلد، وقد كان نتاج ذلك أن تهدد هيئة العمليات في جهاز الأمن والمخبارات أمن البلاد واستقرارها من أجل )حقوق( مادية وشخصية يحسبوا أنهم حرموا منها.
ï أين تضحياتكم التي كنتم تفاخرون بها؟.
ï أين قسمكم لحماية أمن واستقرار السودان؟.
ï اختزلوا شعارات )ما لدنيا قد عملنا( في )23( مليون دولار.
ï أين شعاراتكم )الدينية( التي كنتم ترفعونها وأين الحور العين اللائي كنتم توعدون بهن وأنتم تتمردون الآن من أجل مكافآتكم )المالية(؟.
ï هيئة العمليات في جهاز الأمن والمخابرات والتي أُنشئت وقامت من أجل أن تحارب )التمرد( حسب قوانينهم، يتمردون الآن.
ï إن كنتم تعرفون حرة الحقوق عندما تسلب وشدة وجع الحرمان من المرتبات ومكافآت نهاية الخدمة، لماذا كنتم تسحلون وتدهسون في السابق كل من يتمرد بسبب الجوع والمرض والتهميش.
ï حرمتوا ذلك على قبائل وأفراد في الهامش، وأتيتم لتفعلوا ما كنتم تنهون عنه في قلب الخرطوم.
ï أهذا هو )أمنكم( الذي كنتم تنتمون له وتحلفون قسمه.
ï كنتم تغلظون وتضربون وتعتقلون أصحاب الأقلام الحرة إن كتبوا عن العدالة والحرية بإقلامهم لأجل المصلحة العامة، فكيف لكم أن تخرجوا الآن على الوطن وأنتم ترفعون أسحلتكم النارية؟!.
ï تهمهم تُرد لهم الآن! فقد كانوا يطلقون على أصحاب الحركات المسلحة التي كانت تطالب بالحرية والعدالة والسلام حركات )متمردة

(. الآن الوصف يلحق بهم.
(٤)

ï بِغِم

ï الذين كانوا يعملون في جهاز ( الأمن ) ..ويتحركون بقانون خاص بـ ( الأمن ) يفعلون ذلك، ويطالبون بحقوقهم بالأسلحة النارية، كيف يكون حال الآخرين؟..
إن كان أهل ( الأمن ) يريدوا أن يجروا البلاد للفوضى؟!.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.