ليـــس من الشـــرق وحده يأتــى الأذى!

0 63
كتب: آدم أجــــــــــــرى
.
الآن، طفح على السطح من ظلوا يقفون خلف الإقتتال القبلى فى شرق السودان وقوميتى النوبة والبنى عامر باتتا خارج الحلبة. الإسلامويين كانوا يمهدون الأرضية للحدث الحالى، أى عودتهم إلى دائرة الفعل محمولين على ظهر قضية شرق السودان. وتلك القضية التى ظلت مرفوعة منذ الإستقلال، والآن أشهرت فى وجه حكومة إنتقالية. لقد بنيت ثورة مضادة، قدمت أنموذجاً للكيفية التى تتم بها سرقة الثورة. لعقود ظل سياسيو البجا يترافعون عن قضايا جماهيرهم -وضد حكومة الكيزان أيضاً- تطورت إلى تظاهرات مطالبة بممارسة حق تقرير المصير، والآن من ظلوا يعمقون أزمات الإقليم أقبلوا على توظيفها. نظارات البجا هى التى تقود هذا الحراك، ولا نحتاج إلى دليل أنه مخترق بواسطة الإسلامويين إلى الدرجة التى طغت فيها أصواتهم على صوت الشرق نفسه، أفتضح سلوكهم عندما تفادوا نقد المكون العسكرى عاقدين آمالهم عليه فى تسلم ذمام الأمور. رفضوا إتفاق الشرق الذى أنجزه قادة المكون العسكرى فأظهروه كأنه سقطة أخرى من سقطات حمدوك، لا ثمة مصلحة للشرق ولا لأى إقليم فى تعويق لجنة إزالة التمكين، والكيزان الممططون ظهر ثورة الشرق طالبوا بحلها. ثم تزامنت محاولة الإنقلاب العسكرى الأخيرة مع وصول التصعيد الثورى قمته، فتبنت خطابات الإسلامويين على رأسها إجهاض الحكومة الحالية وتعجيل الإنتخابات.
التأجيج أظهر قوة تأثير هذا الأقليم فى حالة لجوئها إلى توظيف وضعها وثورة كهذه كانت ستقلب الطاولة فى وجه النظام المباد، الكفاح المسلح حاول إيقادها، وصل همشكوريب ودخل كسلا، لكنه فشل فى صنعه. إن إنتقلت عدوى هذه الثورة إلى الشمال -الكيزان سيفضلون ذلك- ستدفعه إلى إغلاق منفذه البرى، فتتولد أزمة أخرى، ودارفور إن أقدمت على خطوة مماثلة ستعرقل الصادرات من مصادرها – وكيلو اللحم فى ولايات الوسط سيبلغ مائة ألفاً- سنار والنيل الأزرق بإمكانهما قطع الكهرباء وتجفيف مشروع الجزيرة، جبال النوبة مع غرب كردفان بإمكانهما تعويق منتجاتهما – ولن يكون هناك خبر عن صمغ ولا ماشية ولا بترول. والامر لا يفرق مع الكيزان الذين يعملون بنظرية: على وعلى أعدائى، سيحبون ذلك طالما أنه يؤذى ويؤدب لهم الشعب الذى إقتلعهم، لكنا نقول للمكونات العصابية فى المركز: أن لعنات تخليكم عن ملفات السلام ستلاحقكم، فليس الشرق وحده القادر على إيذاء السودان.
٢٥ سبتمبر ٢٠٢١م
قد تكون صورة لـ ‏‏‏٦‏ أشخاص‏ و‏أشخاص يقفون‏‏

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.