ماكير بنجامين.. التهذيب والموضوعية والتقدم
كتب: ياسر سعيد عرمان
.
في جوبا، رحل الصديق العزيز والرفيق ماكير بنجامين، وقد تعرفت عليه للمرة الأولى في معسكر (إيتنغ) للاجئين في الحدود الاثيوبية السودانية في يناير 1987 والذي ضم مئات الآلاف من اللاجئين. وامتدت علاقتنا الوثيقة طوال السنوات وتوثقت وتوهجت عبر الزمن.
ماكير بنجامين انضم للحزب الشيوعي في النصف الأخير من الستينيات ولم تستثنيه المعتقلات بعد 19 يوليو 1971، وهو حينذاك طالبا في جامعة الخرطوم. وضلع بعد تخرجه من جامعة الخرطوم في بناء المنظمات الديمقراطية والعمل السياسي ، ومنها حزب الجنوب الديمقراطي الذي أسسه الشهيد جوزيف أوكيل قرنق، واتحاد الشباب الديمقراطي بجنوب السودان، و منظمة العمل الوطني الديمقراطي (نام) ، يسارية الهوى والمنشأ. وكان ماكير بنجامين من أوائل المثقفين الثوريين الذين انضموا للجيش الشعبي لتحرير السودان في النصف الأول من ثمانينيات القرن الماضي.
في جوبا مؤخرا، اتيحت لي فرصة عظيمة في لقاءات منتظمة على مدى أكثر من عام لتناول قضايا قديمة وجديدة ومراجعة تجربتنا في الحركة الشعبية بنجاحاتها وخيباتها، وتبادلنا القفشات وكانت لقاءاتنا المنتظمة كانها نشيد للوداع وفاصل ختام لمودة وصداقة واخوة شريفة ورفقة امتدت لأكثر من ثلاثة عقود، كان فيها ماكير بنجامين كما هو مهذبا وموضوعيا وتقدميا لا يفرق بين الشمال والجنوب وبين الدينكا والنوير فهو قد اخذ واعطي في كل تلك الإمتدادات.
التعازي الحارة لأسرته الكبيرة وآل بنجامين، وأخص زوجته أبوك جيرفس، وأبناءه، وشقيقاته وأشقاءه الدكتور مريال برنابا بنجامين، وزير شؤون الرئاسة بدولة جنوب السودان والسفير مريال بنجامين واللواء أتير بنجامين ولات بنجامين، وأسرتهم الممتدة وأصدقاءه ورفاقه، وقيادة الحركة الشعبية في جنوب السودان.
سوف أعود مرة آخرى لاكتب مطولا عن ماكير بنجامين وارتباطه الكاثوليكي بحركة اليسار في السودانين.
المجد لله في الأعالي
وعلى الأرض السلام
وبالناس المسرة