محاولة اغتيال حمدوك !

0 62

كتب زهير السراج:

* هل هي مصادفة ان تتصل بعض السفارات الغربية قبل يوم واحد فقط من محاولة اغتيال الدكتور حمدوك بعدد من رعاياها في الخرطوم بخصوص اعادة ترتيب الاجراءات الامنية التي تتبعها لحمايتهم في حالة حدوث فوضى امنية، أم انها حصلت على معلومات من مصادرها الاستخبارية تفيد بوجود تحركات مريبة في البلاد قد تؤدى لوقوع احداث تعكر صفو الامن، ومن ثم تحركت لاتخاذ اجراءات تحوطية لحماية رعاياها من أي فوضى محتملة؟!

* تفيد معلوماتي أن إحدى السفارات التي لديها شبكة اتصال محكمة برعاياها (من أصل سوداني) هدفها تقديم المساعدة لهم في حالة حدوث خلل امنى والاطمئنان عليهم بواسطة عدد من المناديب وضباط الاتصال المتطوعين والموزعين جغرافيا، أجرت قبل يومين اتصالات هاتفية بالمناديب وتحديد موعد عاجل للاجتماع بهم لإعادة تفعيل الشبكة وتجديد القوائم التي تحمل اسماء وارقام هواتف وعناوين رعاياها وذلك بعد فترة ركود استمرت عدة اشهر توقف خلالها الاتصال بالمناديب وانقطعت اجتماعاتهم الدورية، فهل حدث ذلك مصادفة ام جاء نتيجة معلومات استخبارية عن احتمال حدوث خلل امنى في البلاد، احدى ملامحه تعرض رئيس الوزراء لمحاولة اغتيال تحت كوبرى (كوبر) بمنطقة الخرطوم بحرى صباح امس وهو في الطريق من منزله الى مقر عمله بمجلس الوزراء في الخرطوم؟!

* يبدو من درجة وتأثير الانفجار الذى نحمد الله على نجاة رئيس الوزراء وموكبه منه وندينه بأشد العبارات، انه عمل جماعة هاوية، ليس لها خبرة في عمليات التفجير التي عادة ما تكون كبيرة التأثير وفادحة النتائج لو كانت عمل جماعة محترفة، خاصة ان هذه العمليات لا تحتاج الى خبرة أو مهارة كبيرة، ولا الى مواد يصعب الحصول عليها !

* الانفجار الذى نجا منه الدكتور حمدوك، لم يوقع أي اصابات (والحمد لله)، ولم يكن كبير الأثر إذ تمخض عن حدوث هوة صغيرة الحجم ووقوع ضرر متوسط على عربة صالون صغيرة كانت تقف على مقربة، ولا يوجد أي أثر لحريق أو اندلاع نار بأي مستوى من المستويات.

* البيان الذى تلاه وزير الاعلام تحدث عن وقوع تفجير واطلاق رصاص، وحمل بيان للشرطة معلومات مماثلة وان لم يتطرق لحدوث اطلاق رصاص، ويتحدث احد المطلعين على الاحداث عن انفجار دانة صغيرة رديئة الصنع كانت مغمورة تحت التراب، وانفجرت نتيجة ارتفاع درجة الحرارة مؤخرا، يُرجح البعض ان تكون من مخلفات تمرد قوات هيئة العمليات التابعة لجهاز الامن الذى وقع في مكان قريب من مكان الحادث في يناير الماضي، ولم يكن الانفجار لحظة مرور موكب رئيس الوزراء الا احدى الصدف النادرة، وعلى كل حال نأمل أن تكشف التحقيقات عن الاسباب الحقيقية في غضون الايام القادمة!

* لا اريد استباق نتيجة التحقيق وإصدار احكام جزافية، وإذا ما كان الانفجار مدبرا أو بسبب دانة منسية، ولكن لا بد ان يفهم كل من تسول له نفسه محاولة التلاعب بالأمن السوداني والعبث بحياة السودانيين، سواء كانوا مواطنين عاديين أو مسؤولين كبار مثل رئيس الوزراء الدكتور (عبدالله حمدوك) الذى يكن له الشعب محبة عظيمة، إنه لن يجنى سوى السراب ولن يضر سوى نفسه، فالشعب العظيم الذى صنع هذه الثورة العظيمة بالروح والدم قادر على حمايتها وحماية رموزها والزود عنها بالروح والدم، ولن يفرط فيها أو يتركها لمن يعبث بها ويتلاعب بأمنه وحياته ووطنه، مهما تفاقمت الازمات وتطاولت الصفوف وجن جنون الاشرار، وسيأتي اليوم الذى ينعم فيه شعبنا الكريم الأبي بالحياة الحرة الكريمة ان شاء الله، وكلنا (حمدوك) نفديه بأغلى ما نملك، كما يفدينا بأغلى ما لديه .. ولن تتوقف مسيرة التغيير!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.