مريومة ست الحكومة

0 48

مريومة ست الحكومة.. هكذا كانت تدلل السيدة سارة الفاضل صغيرتها مريم الصادق المهدي، فى نبوءة مبكرة لمستقبل ابنتها، التى أصبحت وزيرة خارجية السودان، تشارك اليوم فى اجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة. فى طفولتها وصباها لفتت مريم الأنظار، وحازت إعجاب الجميع، لنجابتها وشخصيتها الاجتماعية المحبوبة. وفى شبابها بعد دراستها للطب، انضمت لصفوف المعارضة السودانية فى أسمرة، ثم عادت إلى الخرطوم، لتقاوم نظام الجبهة الإسلامية من الداخل، تتقدم المظاهرات غير هيابة، وفى إحداها هشم رجال أمن البشير ذراعها بهراواتهم الغليظة، واعتقلت مرات عديدة، وقد زرتها يوما فى سجن النساء بأم درمان، وأشفقت عليها كثيرا وهى تحتضن رضيعها فى الزنزانة. تدرجت مريم فى صفوف حزب الأمة القومى إلى أن أصبحت نائب رئيسه ومسئول العلاقات الخارجية، وبرز نجمها فى صفوف المعارضة، وشاركت فى تأسيس تحالف عريض ضد نظام البشير، أسهم فى خلخلة أركان حكمه، وانتصار الثورة السودانية. اتصلت بى الدكتورة مريم عام 2000 لتبلغنى دعوة والدها رحمه الله لأكون ضمن وفد حزبهم العائد إلى السودان، وعند وصولى إلى الخرطوم أصرت والدتها على أن أسكن فى حجرة الدكتورة مريم ببيتهم فى أم درمان، وعشت 12 يوما بين جوانب حياتها المتعددة الأبعاد، الطبيبة والسياسية والمناضلة، بين ملابسها الأنيقة، ومكتبتها العامرة. وهى سياسية موهوبة، لها صلات عميقة بكل ألوان الطيف السودانى والعربى والأفريقى والدولي، وهى شخصية ديناميكية صاحبة أفكار وأطروحات متقدمة، وأتوقع رغم الصعوبات العديدة فى السودان أن تنجح الدكتورة مريم نجاحا باهرا فى خدمة قضايا السودان فى هذه المرحلة الانتقالية الصعبة، وهى تمضى محفوفة بدعوات أحبائها وأصدقائها الذين يتمنون لها النجاح فى مهمتها الاستثنائية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.