مطلوب مدن سودانية جديدة

0 57

كتب: عثمان ميرغني 

.

 في سياق بناء دولة السودان الحديثة يجدر النظر في اعادة تخطيط المدن السودانية، اقصد به الخارطة الحضرية لكامل الدولة السودانية.

اعادة تخطيط المدن السوداني له أبعاد كثيرة على رأسها البعد الاقتصادي بالطبع، لكن البعد المرتبط بالامن القومي هو الأكثر أثرا في ترابط ووحدة التراب السوداني.. و رغم أن البلاد تنظر الآن في نظام الحكم بين التوزيع بالاقاليم أو الولايات إلا أن تخطيط المدن السودانية لا يجب أن يرتبط بنظام الحكم، لأن تخطيط المدن عمل فني يركز على الأبعاد الجغرافية والاقتصادية والأمنية أكثر من نظام الحكم.

ولتنفيذ ذلك اقترح تقسيم المدن السودانية إلى ثلاثة مستويات..

المستوى الأول: المدن المركزية: وهي المدن التي تمثل أركان الدولة، تماما مثل أركان البيت التي ينهض عليها بنيانه، ومن مواصفات هذه المدن أنها تحتمل داخلها وفي حواضرها المدارية المرتبطة بها أكثر من مليوني نسمة.. وبها على الأقل مطار دولي اضافة للمرافق الأخرى.. وهي ، الخرطوم – الأبيض – الفاشر – سنار – بورتسودان..

المستوى الثاني : المدن الكبرى City : وهي المدن ذات حواضر مدارية حولها، وسكانها في حدود نصف مليون وبالضرورة بها مطار والمرافق الأخرى وهي : وادي حلفا – دنقلا- مروي – عطبرة -كسلا – القضارف -مدني – كوستي – الدمازين – كادقلي – تلودي – نيال – زالنجي – الجنينة.

والمستوى الثالثTown: مدن في حدود 100 ألف نسمة، وهي : الضعين – بابنوسة – أبوجبيهة – النهود – أم روابة – بارا – الدويم – القطينة – رفاعة – شندي – بربر – طوكر – القلابات – قيسان.

العامل المشترك بين هذه المدن في مستوياتها الثلاثة أنها تشكل “محور تنمية” مع اختلاف المقدار، ويتطلب ذلك أن يكون لكل مدينة خصائصها التنموية، مثلا مدينة عطبرة تظل مركز الادارة والهندسة المرتبط بالسكك الحديدية، وكوستي مركز النقل النهري – و القضارف والابيض مراكز أسواق المحاصيل وهكذا.

لكن بالضرورة هناك حاجة ماسة للنظر في تشييد مدن جديدة تستهدف الفراغات الحضرية في الخارطة السودانية، ولتشكل روابط في طرق النقل الحديدي والبري بين المدن القديمة.. مثلا مدن جديدة في الطريق من الفاشر الى الأبيض، وأخرى في طريق شريان الشمال ومدن في البطانة وبالضرورة مدن ساحلية في البحر الأحمر.

خطة اعادة تأهيل المدن وتشييد أخرى جديدة ستفتح مئات الألاف من فرص العمل للشباب السوداني في مختلف التخصصات والقطاعات والدرجات بما يمكن أن يكون أكبر مشروع تنموي خلال العقد الممتد حتى 2030.

و لتحقيق هذه الخطة أقترح أن تنشأ وزارة متخصصة في تأهيل وبناء المدن حتى تتابع تصميم وتنفيذ الخطط العملية لضمان اعلى كفاءة في ترتيب أوليات تشييد وتأهيل شبكات المدن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.