هذا اللقاء العجيب

0 115
كتب:  كمال كرار
.
في فبراير الماضي إلتقى رئيس مجلس السيادة (الفريق أول البرهان)،بالقصر الجمهوري التجاني السيسي باعتباره رئيس مبادرة تحالف نهضة السودان،وقال الأخير يومها (ان الوضع السياسي في السودان يشوبه الكثير من المخاطر منها الاقتصادية والسياسية وقضايا السلام، وان المخرج الوحيد هو التوافق علي مشروع وطني)..
في بداية أغسطس دار لغط كبير حول اجتماع الحتانة،وقيل وقتها أنه مناسبة اجتماعية شارك فيها الفريق الكباشي عضو مجلس السيادة،وكان التجاني السيسي أحد المشاركين فيه ..
لاحقا نقلت الأخبار أن تحقيقات أجرتها نيابة الثراء الحرام والمشبوه استدعت القبض على السيسي،وأطلق سراحه لاحقا..وأن موضوع التحقيق هو التصرف في أموال السلطة الانتقالية بدارفور ..التي تشكلت إبان النظام البائد ..
بالأمس إلتقي البرهان بمكتبه بالقيادة العامة السيسي باعتباره رئيس قوى إعلان البرنامج الوطني،وحضر اللقاء بعض فلول النظام البائد
وقال السيسي عقب اللقاء أن البرهان ثمن الجهود التي تبذلها قوى اعلان البرنامج الوطني بما يخدم المصالح الوطنية العليا ..
الأسئلة المشروعة التي تثيرها الوقائع أعلاه،لا تبدأ بعلاقة المكون العسكري بما يسمى قوى إعلان البرنامج الوطني،ولا تنتهي بالجملة الغامضة التي تقول (أن المخرج هو التوافق على مشروع وطني)..
أو ليس هنالك مشروع وطني متفق عليه،وقننته الوثيقة الدستورية استناداً على إعلان الحرية والتغيير ؟ أم أن الفلول الذين صفعتهم ثورة الشعب،يريدون العودة من الباب الخلفي المسمى قوى إعلان البرنامج الوطني ..
وسؤال يطرح نفسه ..ماهي الجهود التي بذلها هذا التجمع (الفلولي) ليحظي بثناء رئيس مجلس السيادة ..وماهي المصالح الوطنية العليا المشار إليها ؟
وبمناسبة المصلحة الوطنية العليا فقد قال البرهان في فبراير الماضي عقب لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بيوغندا ( قمت بهذه الخطوة من موقع مسؤوليتي بأهمية العمل الدؤوب لحفظ وصيانة الأمن الوطني السوداني وتحقيق المصالح العليا للشعب السوداني)..
وإلي الآن لم يفسر البرهان كيف تحققت المصالح العليا للشعب السوداني بعد اللقاء السري الذي كشفه التلفزيون الإسرائيلي ..
وبالعودة للقاء الفلول وبرهان،فإن الأمر يحتاج لجرد حساب مع (السيادي) ومعادلته القائمة (5+6=5) واللبيب بالإشارة يفهم ..ونفهم أيضا أن ما دار في الخفاء يظهر للعلن الآن ..والكل يحاول تكبير كومه،ولكن الإستناد للحيطة المايلة يورد البعض موارد الهلاك ..
وقل لي ماذا يحدث غدا ؟ أقل لك فتح باب المساومات كيما يدخل الفلول للمشهد السياسي،وربما حجزوا لهم مقاعد في التشريعي ضمن ال 33% ..
وقل لي ماذا يحدث لاحقاً عشية انتهاء الفترة الإنتقالية ؟ أقل لك صعود العسكر على رأس هذه التحالفات العجيبة ..طمعا في البقاء على كرسي السلطة ..
وقل لي ماهي العواصم التي ترسم بعض المشاهد في بلادنا أقل لك لا تستبعد الدولة التي أنفقت بسخاء على اتفاقية الدوحة والسلطة الإنتقالية بدارفور ورئيسها السيسي ….
ومن المؤسف أن مأساة الفيضان وموت الناس ودمار البيوت ..لا تشغل بال السيادي بقدر ما تشغله هذه الاجتماعات العجيبة التي تتصدر أنباء التلفزيون الرسمي (الناس في شنو ؟)
وأخيرا وليس آخرا ..المكر السئ يحيك بأهله وأي كوز مالو ؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.