وستصيـــــــر بيوتكـــــم مرتعــــــاً للكدايــــس!.

0 47

كتب: آدَمْ أجْـــــــــــــرَىْ

.

فيما يجتمع صغار العصابة فى إفطار رمضانى ممول بمال قذر إحياءاً لذكرى غزوة بدر وأعينهم لا تفارق غنائم حربهم المستعرة أبداً ضد الشعب، يجتمع الهاربون من كيزان السودان مع رؤوس الإخوان المصرية فى بالوعتهم التركية، الغرض تقييم تجاربهم الشيطانية فى بلدانهم. العصابة المصرية إتهمت الكيزان أنهم بفسادهم وفشلهم تسببوا فى التضييق عليهم فى مصر، إجهاض تجربتهم وإزاحتهم من سدة الحكم. الكوز قائد المليشيا أمبراطور الأسمنت طابت له الإقامة فوقف للتعبير عن رضاه عنها، وللدفاع عن منظومته بتقديم تقييم تضليلى فى محاولة منه للإستثمار فى غباء يفتوقعونه عادة لدى الآخرين، أخذ يتحدث عن إنجازات وهمية، وعن قيم سماوية جديدة تنزلت، البترول الذى أستخرج، الصناعات التى توطنت، فضاق به أحد الإخوان ذرعاً فقاطعه بغلظة:
_ إنت بالذات تخرس خالص يا وااد.. لهفت فندق قصر الصداقة المملوكة للشعب السودانى.. سيبك من عمايل غيرك..
بهتوا وصغروا أمام إخوانهم، بينما صغارهم هنا يجتمعون، يدعون أنه لا ينبغى عليهم تحمل أخطاء الكبار، يتحدثون عن تجديد لا يعرفون ماهيته ولا كيفيته، وببالهم أنهم لم يحصلوا على ما يستحقونه من غنائم، ويتطلعون لبدر جديدة، ويحلمون بتمكين آتيهم بعد ستة أشهر -يقولون ذلك منذ عامين- لابد أن تكون أفضل وأنجح. أما الوسائل فإنها لا تخرج عن فكرة الضغط على الشعب كى يعود إلى الشارع ثم يساعدونه بالفوضى، تهيئة لإنقلاب ينفذه عسكرى كوز ينقض به على الكرسى الكبير فتتكرر واقعة: إذهب إلى القصر رئيساً وسأذهب إلى السجن حبيساً. سيمسك لهم قرنى البقر، يجمع لهم الكثير من المال يعيشون به ترفاً فى تركيا جديدة وأى إستانبول إن ضاقت عليهم الضوائق. سيناريوهات غبية منها الإستمرار فى تلميع بعض الوجوه حتى إن أتت الإنتخابات، يقومون بترشيح مرسىٍ آخر يكون كوزاً دارفورياً يمكنونه من حصاد غالبية أصوات الإقليم، فيساعدونه بالخج والتزوير فى باقى القطر. تسيطر علي مثل هذه الأفكار الحالمة، ذلك أن الشعب محض قطعان يمكن خداعها، توجيهها وتضليلها. أما الأخبار السيئة التى يصمون آذانهم عن سماعها، أن الثورة لم تكن سلمية فى أصلها، لم تكن كذلك يوماً بل كفاحاً مسلحاً بادلهم النار بالنار، تظاهرات عنيفة حرقت أوكارهم حرقاً -عطبرة مثالاً- غوغائيات أخرجت الولاة من بيوتهم، قصفت سياراتهم وطردتهم طرداً. السلمية كانت حالة عرضية خضع لها الشارع فنزلت على الكيزان برداً وسلاماً، ولا عليهم أن ينخدعوا للمرج الذى كسا مرجل الغبن المتقد. السلمية يمكن أن تنتكس فتصبح وبالاً يريهم أياماً كالحات لياليها كنهارها بأهوال يشيب لها الولدان، وقتذاك لن تكون ثمة طرق مؤدية إلى تركيا، إنما هروب من وكر إلى وكر، لهث وتوهان ونفوق فى الصحارى. ولن ينفعكم الإستثمار فى العنصرية ولا الإستفزاز، عصر الحديث عن لحس الأكواع، والثورة ليست عبثاً وبإمكانها جعل بيوتكم بزخرفها مرتعاً تعيش فيها الكدايس.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.