وقرعت الأجراس
كتب: طلحة جبريل
.
طرحت على نفسي سؤالاً، لعلني تأخرت كثيراً في طرحه : إذا وضعنا “منصات التواصل الاجتماعي ” فوق كفتي ميزان ، وقارنا بين الإيجابيات والسلبيات، ما هي الكفة التي ستميل .
ظني أن السلبيات أكثر، لكن قبل أن أشرح ، أقول كثيراً ما يحدث خلط بين “المنصات ” و”الشبكات”، في هذا الصدد، نقول إن ” فيسبوك” شبكة اجتماعية، لكن “وآتساب” منصة.
تكون المنصات في معظم الأحيان”غرفة دردشة”، لقتل الوقت في سفاسف الأمور.في حالات نادرة جداً تأتي المنصات بما يفيد.
في واحدة من هذه الحالات، أرسل لي صديق صورة حافلة توجد في المكسيك، نصفها الأمامي يماثل حافلات التلاميذ التي تنقلهم إلى المدرسة ثم إلى منازلهم ، وبنفس اللون الذي يمزج بين الأصفر والبرتقالي، والنصف الثاني في شكل الحافلات التي تنقل السجناء من مكان إلى آخر .كتبت على الحافلة عبارة تقول :” ينتهي العنف عندما يبدأ التعليم”.
انتقل إلى الحدث الذي يحظى باهتمام كل العالم، أي بداية العام الدراسي، وكانت الدراسة قد بدأت يوم الثلاثاء الماضي في معظم الدول.
لنبدأ بالمغرب.
كنب اقترحت تطبيق نظام التناوب (rotationing) في التعليم داخل المدارس والكليات والمعاهد، وهذا النظام أبان عن نجاعته في الدانمارك و ألمانيا وبعض الولايات في أميركا. ويقضي نظام التناوب أن يدرس التلاميذ والطلاب يومي الاثنين والثلاثاء ويخصص يوم الأربعاء للنظافة ، ثم يدرس فوج آخر يومي الخميس والجمعة، مع مضاعفة عدد ساعات الدراسة.
سعدت كثيراً أن وزارة التربية الوطنية ستعمل وفق هذا النظام، وقال بيانها “سيطبق التعليم بالتناوب الذي يجمع بين تعليم حضوري وعن بعد بشكل أقل” مع انطلاق الدراسة أمس في جميع المدارس ومؤكدلاحقاً في التعليم العالي.
في كل العالم أُعتبر فتح المدارس خطوة نحو حياة طبيعية ، في زمن الجائحة. ويتطلب ذلك ارتداء الأقنعة (الكمامات) وغسل اليدين وفحص درجات الحرارة والحرص على التباعد الجسدي.
في بلجيكا، عاد الأطفال الذين تبلغ أعمارهم خمس سنوات فما فوق إلى المدرسة ، في حين ألزم الذين ينتمون إلى مجموعات معرضة للخطر بالبقاء في منازلهم. و عاد أكثر من 12 مليون تلميذ في فرنسا إلى مدارسهم .
في روسيا ، التي وصلت إلى مليون حالة مؤكدة ، فتحت المدارس مع القليل من الاحتياطات. كما يعود التلاميذ الإسبان إلى المدرسة هذا الشهر .
في مدينة ووهان الصينية، المركز الأصلي للوباء، أكثر من 2840 مدرسة ابتدائية وثانوية يدرس بها من 1.4 مليون تلميذ، أعيد فتحها يوم الثلاثا الماضيء.
أختم لأقول ، إن التعليم ليس ضد العنف، لكن التعليم هو الحياة في ضيائها.