ماذا هناك ؟!

0 99
كتب: زهير السراج
.

* تشهد البلاد اضطرابات امنية غريبة وصراعات قبيلة مستمرة في عدة مواقع، ما ان تهدأ في مكان حتى تشتعل في مكان آخر وكأنها مبرمجة ومخططة، أو انها بالفعل مبرمجة ومخططة بواسطة عملاء النظام البائد لإشاعة الفوضى في البلاد!

* ما يقلق أن رد فعل الجهات المسؤولة عن حماية الأمن وارواح الناس ليس في المستوى المطلوب ولا يدرى أحد ماذا يحدث، ولماذا لا تتحرك القوات المسؤولة عن الأمن إلا بعد استفحال الأحداث وسفك الدماء وضياع الأرواح، وهو أمر لا بد أن تتوقف عنده وتراجعه كل أجهزة السلطة الانتقالية وعلى رأسها مجلس السيادة وهو رأس الدولة والقائد الاعلى للقوات المسلحة الذي تتبع له المؤسسة العسكرية والأمنية بكل فصائلها وتخصصاتها.

* لا يمكن أن يتأخر تحرك أجهزة الأمن للسيطرة على الاحداث حتى تفيض الدماء على الشارع، هذا أمر لا يمكن قبوله أو فهمه، ولا بد أن يتساءل المرء ماذا هناك. لا نقول هذا الكلام تشكيكا أو طعنا في كفاءة واخلاص القوات المسلحة والاجهزة الأمنية الأخرى، وهي الحارس الأمين للبلاد والشريك في السلطة، ولكن هنالك ما يستدعي القلق والتساؤل .. ماذا يحدث؟!

* اتيح المجال اليوم للكاتب الصحفي المعروف (نجيب عبد الرحيم) للإدلاء برأيه حول الموضوع في مقال قصير تحت عنوان (ارواح تزهق والعسكر يتفرج):

* رئيس هيئة الأركان للإدارة والتوجيه الفريق الركن (منور عثمان نُقد) قال في التنوير الذي قدمة لوسائل الإعلام، “ان القوات المسلحة تعمل في مهامها الأساسية لحماية البلاد وتثبيت اركانها وإبعادها من الانزلاق في الفوضى والتزام القوات المسلحة بحماية خيارات الشعب وتأمينها في الوصول لديمقراطية مستدامة تحقق شعار الثورة (حرية سلام وعدالة)، وإن الانقلابات العسكرية تقوم بها فئة محدودة داخل القوات المسلحة مسنودة بجهات سياسية” انتهى.

* غير ان ما نشاهده في الواقع والسلطة المطلقة للعسكر في مجالات عديدة يؤكد أنه لا يوجد ضبط، فالمؤسسة العسكرية الحالية تمارس دوراً كبير في الشأن السياسي حفاظاً على الشركات والموارد التي تسيطر عليها بدون حسيب ورقيب، ولجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد لم تتمكن من الوصول لهذه الشركات العسكرية لوعورة الطريق المزروع بالألغام، وفي نفس الوقت يمارس كبار الجنرالات معارضة عالية على القرارات وتكسير كل القوانين، فالمدنيون يحكمون لكن العسكريين يراجعونهم، حيث لا تقبل المؤسسة العسكرية الضبط الحكومي الكلي عليها.

* عساكر السيادي، قبلنا شراكتكم في ثورة ديسمبر المجيدة التي قدمنا فيها أرتالا من الشهداء العظام من خيرة شباب الوطن من أجل دولة الحرية والسلام والعدالة، بعد ثلاثة عقود عشناها مع سيئة الذكر حكومة (المؤتمر اللا وطني) مجملها مذلة وظلم وقمع وقتل وإهانة وفساد وتمكين وصالح عام ونظام عام ومنظمات خيرية واخوات نسيبة وشباب حول الرئيس المخلوع وزاد المجاهد ودمغة جريح وفقه التحلل وفقه الضرورة وفقه الماسورة، وغيرها من الافعال والاساليب التي وارسها وألِفها أهل الإنقاذ والمنافقون!

* ثم انتهى الفيلم الإنقاذي القبيح، ولكن ما يحدث من تراخٍ أمنى (لا ندري هل هو متعمد أم لا) ربما لإفشال الفترة الانتقالية وعودة النظام البائد للسلطة مرة ثانية، يجعلنا نقول لكم بكل اللغات (هندي وعربي وانجليزي) انه مهما حدث وسيحدث، فلا وألف لا لعودة الكيزان ومن يتبعهم من مدنيين وعسكريين للسلطة (ما في ود مقنعة يقدر يذيع بيان أول أو عاشر ولو نشرة أخبار، مرة أخرى).

* الشعب السوداني صبر وفات صبر أيوب وقال كلمته (لا لحكم المتأسلمين)، (لا لحكم العسكر). الثورة لن تخمد، ولا توجد قوة على الأرض تعرقلها والمتاريس والمليونيات جاهزة بكبسة زر، ولو تعطلت الأزرار بفعل فاعل فلن تعيق حراك الخلاص، ونقول للمغامرين الذين يحلمون بانقلاب على الثورة ان دولتنا مدنية وستظل مدنية!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.