يوسف كوة مكي في ذكرى رحيله وخطاه الملهمة
كتب محمد حسن التعايشي:
لا تبدوا إن ذكرى المعلم البطل يوسف كوه مكي مجرد قصاصات تتناثر في صحائف التأريخ، أو حتي مساجلات يتبادلها بعض المتعلمين من وقت لآخر حينما تمر خاطرة المناضل الأسطوره في العام مرة واحده.
أعتقد إن ثمة ما يدعوننا أن نحيي ذكراه بشكل خاص هذه المره، هو سؤالنا الذي تعالي صوته بضرورة إنهاء الحروب وبناء أسس موضوعية للسلام والمساكنه بين السودانيين، إن أعظم ما جاءت به ثورة ديسمبر هي مقولة( تعال من الآخر)، أي الطريق الأقرب لتحقيق الاستقرار والسلام بمستحقاته الجوهرية.
يوسف كوه وآخرين من بينهم أحياء بالروح والقضية منهم القادة “عبد العزيز الحلو، دانيال كودي، مالك عقار، شريف حرير وآخرين” إنتبهوا إلى قضايا التهميش الثقافي والتنموي والسياسي في وقت مبكر من تاريخنا الحديث، غض النظر عن الخيبات والفشل في مواجهة أسئلة العدالة والحقوق المتساوية وغض النظر عن الأرواح والدماء والكراهية التي أورثها الصراع والعنف السياسي، أعتقد أن يوسف كوه وآخرين إنتصروا في ثلاثه اشياء.
*التأكيد على استحالة المعايشه دون وضع أسس جديده للمساكنه
*ضرورة الإعتراف بالمظالم التاريخيه
*وإن السلاح ليس وسيله جيده للمقاومه ولكنها ضروريه في مراحل من تاريخنا لإنتزاع الحق في التحاور المتكافئ.
لقد كتبت عن المعلم مكي وكنت وقتها معارض وأكتب عنه الآن؛ من واقع المحبة والإعجاب بتاريخه من ناحية، ومن واقع أنني و آخرين نبحث بجدية عن سلام ينهي الحروب وإلى الأبد.
أعتقد أننا الآن نقترب من تحقيق مشروعه الوطني الذي نادي به.
*بناء دولة تقوم فيها الحقوق علي أساس المواطنه المتساويه وقادرة علي إزالة التشوهات التشريعيه التي يستحيل معها حماية هذه الحقوق الكامله للمواطنين.
* إقامة نظام حكم إقليمي فيدرالي حقيقي تنص فيه السلطات الحصريه للأقاليم بما يمكنها من إدارة الحكم الإقليمي دون وصايه في إطار الدوله الواحده.
* بناء جيش واحد وموحد مبني على عقيده وطنية صارمه وقائم على حماية العهد الدستوري ومبنى على أسس قوميه ومحرر من الوصاية السياسيه.
* بناء نظام مالي وإداري عادل يخصص نسب عادلة من الموارد الطبيعية للأقاليم ويعتمد أسس صحيحة في توزيع وتخصيص الإيرادات.
في ذكري رحيلة ال ١٩ فالنعمل بجد وصدق لتحقيق هذا السلام الممكن و المستحق
السلام على روحه والسلام على خطاه التي لا تزال في طريقها إلى المنتهى.