أجراس الإنذار تدق في السودان
كتبت أسماء الحسيني:
لم يشهد السودان منذ استقلاله عام 1956 أية محاولة لاغتيال أي قيادة سياسية أو عسكرية، وبالرغم من وقوع 3 انقلابات عسكرية، و3 فترات من الحكم المدني. وفي ظل استمرار الخلافات السياسية الحادة واندلاع حروب أهلية عديدة، ووجود حركات مسلحة متباينة، لم تقع في السودان أي محاولات لاغتيال رموز أوقادة سياسيين أوعسكريين.
لقد توقف كل هذا التاريخ في التاسعة من صباح الاثنين الماضي حين تم استهداف موكب رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك بعمل إرهابي، وبالرغم من نجاة حمدوك ومرافقيه، إلا أن ذلك العمل الخسيس الجبان أصاب قيمة سودانية أصيلة كانت تحكم قواعد المشهد السياسي في السودان لعقود طوال.
إن هذا العمل الإرهابي الجبان يدق أجراس الإنذار لأطراف عديدة، والطرف الأول هو رجال الحكم الانتقالي والشارع السوداني، فعليهم إدراك حجم المخاطر التي تحدق بثورتهم السلمية، بل ومستقبل السودان كله، والاضطلاع بمسئولياتهم في هذه المرحلة الحرجة.
أما جرس الإنذار الثاني فهو موجه إلى العواصم العربية التي يعنيها أمر السودان، البلد المهم والأساسي في المنطقة، وعلى هذه الدول أن تشمر عن ساعديها، وتقدم للسودان ما يستحقه من دعم اقتصادي وسياسي وأمني، وعلي تلك العواصم أن تدرك أن انزلاق السودان كما انزلقت دول عربية أخرى سيكون ضربة قاصمة لأمن واستقرار الدول العربية جميعا.
وأخيرا فإن جرس الإنذار الثالث الذي تدقه المحاول الإرهابية الفاشلة فهو موجه إلى عواصم القرار في المجتمع الدولي، خاصة تلك العواصم التي مازالت تبتز وتعاقب السودان عن جرائم نظام سقط بإرادة الشعب السوداني، بدلا من مكافأة ثورة الشعب السوداني السلمية.