أحـــــــــــلام إستجــــــــــداء – عـــــــــــودة الكيــــــــــزان!
كتب: آدَمْ أَجْــــــــــــــرَىْ
يحق للجميع تحسس جيبه عندما تشرع الجيوش فى إيقاد محركات مركباتها بغرض الإختبار؛ لإن الدولة على حسابه تدفع نفقاته، وباب خزانتها تبقى مشرعاً عندما تكون فى حالة حركة بآلياتها وجنودها، وستنفق بلا حدود حتى تعود إلى حالتها الطبيعية. وأصداء حناجر وزراء الكيزان عند مناقشة كل موازنة مازالت باقية عندما يعلنون بكل فخر : أن دعت الضرورة؛ بإمكان تحويل هذه الموازنة كلها إلى ميزانية دفاع.
إيقاع الفتنة فى مجتمع ذى عناصر متنافرة، أسهل ما يمكن فعله، يكفى إلقاء جثة هنا وأخرى هناك، إختطاف أطفال، ضرب إمرأة وتحميلها رسالة عدوانية إلى أهلها، إيجار مجرمين من طرف ودفعهم إلى تنفيذ عملية محددة ضد طرف آخر – هذه وغيرها تقنيات يكفى إنفاق القليل من المال لضرب أمن المجتمع فى صميمه، وإلحاق خسائر فادحة به، وخلق إضطراب يستمر سنوات، يلتئم سطح جرحه فيما يبقى الجوف ملتهباً!
فى يناير (٢٠١٥)؛ وفى مسجد فى مدينة عدن، وقف رجل أمام المصلين بعد أداءهم صلاة العشاء، طلب منهم المساعدة نسبة للمتاعب التى واجهها بسبب إنفصال بلده جنوب السودان، عن السودان – الذى لم يشأ وقوعه يوماً – ثم شرع فى تعديد مثالب هذا الخيار.
ولأن عدن يعتبر معقل إنفصاليي اليمن، فإن المصلين إستهوتهم فرضية أخرى تفيد بأن حكومة صنعاء أملته خطاباً سياسياً ينشره، تركوه فى مكانه وتشكلوا مجموعات ناقشت أبعاد هذه الرسالة، ثم إنصرفوا دون أن يساعدوه بشيئ !
هنا يظهر الفرق بين المجتمعات الواعية وغير الواعية، بين التى تلاحق كل طعم وبين التى تعرف الأفخاخ فتتفاداها.
الوقائع القبلية لدينا تقع فى ظروف متشابهة، وأحياناً متزامنة مع ظروف وأحداث وتواقيت لا نشك أنها مدروسة، كأنها تمهيداً لما سيعقبها، والغفلة تفعل فعلتها.
ما الحل إذن؟
الوعى إن لم يك موجوداً؛ يصنع صناعة، المختصون فى علم الإجتماع والعلوم السياسية وأكاديميات النزاع ؛ لابد أن يكونوا حاضرين، يعملون على إفهام الناس بكافة الوسائل: المؤتمرات، المحاضرات، المنشورات وغيرها؛ أنهم قرابين لا قيمة لها، إختارها الكيزان فى سياق مساعيها لإسترداد سلطة نزعت عنهم، وإنهم يريدون شغل الأجهزة الأمنية وأن تبقى الجيوش مستنفرة وميزانية الدولة مستنزفة بحروب تنشب بفجائية بين القبائل، انتظاراً ليوم يأخذ الشعب فى لعن ثورته بنفسه مطالباً – بل مستجدياً – عودة الكيزان !
هذا هو السيناريو الذى جرب تطبيقه فى كسلا، القضارف، وبورتسودان، حلفا الجديدة، تلس، الدلنج وكادقلى.