أشباه الرجال !
كتب: زهير السراج
.
* ليس هنالك سوى تفسير واحد للقتل المستمر للمتظاهرين السلميين هو أن الأوامر تصدر للقوات الأمنية باطلاق الرصاص بغرض القتل (Shoot to kill)، وهى العبارة التى اشتهر بها قادة النظام (البائد) الذين عادوا لتصدر المشهد بوضوح بعد الانقلاب المشؤوم، وهنالك من يزعم أن الذى يتولى قيادة الانقلاب وإدارة شؤون الدولة حاليا هو عضو الحركة الاسلامية وقائد مليشيات الدفاع الشعبى والقيادى والوزير فى نظام المؤتمر الوطنى السابق (على كرتى)، وانه الذى قام باختيار أعضاء مجلس السيادة الانقلابى الجدد، ومن بينهم قريبه وعديله (عبدالباقى عبدالقادر) الذى لم يكن معروفا لاحد الأمر الذى يدعو للتساؤل لماذا تم اختياره هو بالتحديد لعضوية المجلس الانقلابى من بين ملايين المواطنين؟!
* لم يقتصر الامر على اطلاق الرصاص بغرض القتل فقط، بل استهداف وقتل اكبر عدد من المتظاهرين وتنويع المستهدفين بمن فى ذلك كبار السن والاطفال والفتيات، واستخدام العنف المفرط والتشفى من المواطنين حتى البعيدين عن اماكن المظاهرات، واطلاق الرصاص عليهم، بالاضافة الى اطلاق الغاز المسيل للدموع داخل المستشفيات ومداهمتها واعتقال الاطباء ومنعهم من علاج المصابين، ومنع المواطنين من اسعافهم الى المستشفيات، ومداهمة البيوت الامنة والاعتداء الوحشى على ساكنيها بدون تمييز بين كبير وصغير ورجل وإمرأة، واختطاف جثث الشهداء والاعتداء على صيوانات العزاء، فضلا عن تلفيق الاتهامات للمتظاهرين السلميين بالاعتداء على قوات الامن وحرق المركبات لتبرير القتل الجرائم الوحشية ضد المواطنين، وتدبيج الاكاذيب عن عدد الضحايا.
ولقد كان من المثير للسخرية تصريح مدير عام الشرطة بحدوث (حالة وفاة واحدة) فى مظاهرات اول امس، رغم انتشار عشرات الفيديوهات عن حالات القتل التى وصلت الى خمس عشرة حالة واكثر من مائة اصابة معظمها بالرصاص الحى غير حالات الاختناق بالغاز والضرب الوحشى بالهروات وعمليات النهب والسلب إلخ، وغيرها من الجرائم والممارسات التى تؤكد وقوف النظام البائد بكل أجهزته القمعية وجرائمه الوحشية وراء الانقلاب، فليس هنالك من يمتلئ قلبه بالحقد والكراهية والعداء للشعب السودانى لدرجة اطلاق الرصاص على رؤوس الاطفال والفتيات والاعتداء على النساء وحرمات المنازل سوى نظام المؤتمر الوطنى الفاشي الذى ادمن سفك الدماء والقتل بطرق اكثر العصابات انحطاطا واجراما ودموية !
* خمسة عشر شهيدا ارتقوا اول امس ليلتحقوا بالرفاق والاحباب الذين سبقوهم الى السماء بين النبيين والقديسين والشهداء، لم يترددوا ولم يتراجعوا، ولم يهابوا القمع والرصاص، وواجهوا القتل بشجاعة الاسود وشموخ الجبال، قدموا أرواحهم رخيصة من اجل الحرية والديمقراطية والوطن والشعب، يشق علينا فراقهم، نبكيهم بدموع كالسيول، يمزق قلوبنا الألم وتنخر نفوسنا الأحزان، ولكن عزاءنا أنهم أحياءعند ربهم يرزقون، ونعاهدهم بأننا لن نرتاح ولن يهدا لنا بال حتى نأخذ ثأرهم باذن الواحد القهار، وإرادة الشعب معلم الشعوب!
* على عكس ما يظن الانقلابيون الفاشيون اشباه الرجال ان القتل سيكسر شوكة الشعب ويحقق اهدافهم الدنيئة فى الاستيلاء على السلطة والهروب من العقاب ويعيد دولة القتل والظلم والفساد والمتاجرة باسم الدين مرة اخرى، الا انه لن يزيده الا اصرارا وعزما على اقتلاعهم من جذورهم والرمى بهم فى مزبلة التاريخ الى غير رجعة !