أكثـــر شعـــوب الأرض فشـــلاً_ لماذا؟

0 68
كتب: آدْمُ أجْــــــــــــــرَىْ
.
الدولة الوحيدة على ظهر هذا الكوكب، التى ماضيها يظل دائماً أفضل من حاضرها. فى المقدمة قديماً وقذفت إلى مؤخرة لا فكاك منها. هذه عبارة باتت على ألسن الجميع، لا تنقصهم الأدلة ولا مجال لتسويق سلعة المؤامرة الأجنبية، فى واقع يقول أنه بلادة داخلية. أما كلمة السر فى محنته فإنها مكشوفة لا تحتاج من الذهن رهقاً، إنه الإسلام السياسى وإنتهى الأمر. السلطنة الزرقاء أسبقها ولم تكرس علماً ولا صنعة، إنما أسست رجعية وتخلفاً بالمستوى الذى يبقى القطيع داخل زريبته. الخلافة العثمانية المخلوقة خصيصاً للنهب، مارست مهنتها بالمستوى الذى لا يبقى على أى ثروة، المهدية بمجاعاتٍ تتسبب فيها، كانت تحلم بغزو القاهرة مكة، دمشق وإسطنبول. ونسخة متجددة منها أتت بعد الحداثة، سميت حزب الأمة، وهو والكيزان بتياراتهم المختلفة سلسلة متصلة من أزمات حاضرة فى كل مشهد، مهمتها العمل بالتكاتف لتعزيز الفقر والتخلف والأمية.
عندما نشير إلى الإسلام السياسى والأمة على رأسه، فإن جماهيرها الوفية مستثنون، ذلك أن آمالها معقودة على أناس يستنسخون الفشل مرات ومرات، ولا مساس بالكادحين المنهمكين فى بواديهم وحقولهم لأجل توفير نذور وهدايا لطبقة لا تستحقها. ما نعنيهم هم المستفيدون من الإبقاء على هذا الكيان بقرة حلوباً، دون تعليف، ودون تطوير، الجماهير غير مستهدفة، إنما ملاكها وصفوتها.
مثل ما سبق أن فرطت المهدية فى شمال السودان فإستولى عليها الإنجليز ثم عادت إلى الإصطفاف خلف الغزاة لإخضاع باقى السودان -جبال النوبة حتى العام (1930م)- الأمة هى أحد ورثة الإنجليز، دأبت على إستلام السلطة من الشعب وتسليمها للعسكر كلما فشلت وضاقت بها الضوائق. دعت الفريق عبود صراحة لإستلامها، والجماهير تدخلت عام (1964م) وأنقذت الموقف. أهملت فيها وإستلمها منها النميرى عسكرياً. الجماهير تدخلت للمرة الثانية عام (1985م) وسلمتها لنفس الأمة، مرة ثالثة فرطت فيها فإستلمها الإسلامويون عام (1989م) فلم تتوانى فى الإصطفاف خلفهم ضد المناضلين الحقيقيين الذين يعملون على إعادة السلطة للشعب، عملت فى تثبيط همم جماهيرها ضاربة عرض الحائط بأحلامهم الثورية لكنها خرجت عن طوعها وإنضمت إلى المسيرات وشاركت فى الإعتصام. فى بادرة تشبهها، وبدلاً أن تكون ظهيراً سياسياً للجماهير المعتصمة، أقدمت على الإنسحاب من ساحتها قبل فضها بساعات. مع ذلك، وفوق كل ما سبق، أفلحت فى نيل نصيب وافر من سلطة الثورة، حصلت على إدارة وزارات هامة فى حكومتها وفشلت فيها كلها ضمنها المالية، وفى الخارجية لديها كوادر مؤهلة فأخفقت فى إختيار الأفضل.
الأمة منحت لها كل شيئ وفشلت فى كل شيئ، هى قرينة المؤتمر الوطنى الذى توفرت له كل فرص النجاح، فأكد على فشله تأكيداً، مراراً وتكراراً. كلاهما وغيرهما، يقدمان أفضل نماذج للإسلام السياسى المصطف الآن لحماية إستثماراته المهددة بالكساد مع ذهاب دولته البابوية. ذلك تيار يعرف التخريب فقط، قاموسه خالى من عبارة –نجاح- عاجٌ بكل مرادفات الإخفاق. من سوء الحظ أن كل ذلك يجرب على أثرى شعوب الأرض تاريخاً ومجداً، وقد نجح فى أُظهاره أكثر شعوبها غباءاً، فشلاً وكسلاً.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.