أين الشرطة ؟!
كتب: زهير السراج
.
* في زيارة استمرت حتى الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة الماضية 31 ديسمبر 2020 (عشية رأس السنة)، تفقد وزير الداخلية الفريق اول (الطريفى إدريس) ، رئاسة شرطة ولاية الخرطوم وأقسام الشرطة والارتكازات بالولايـــــة، ووقف على مدى جاهزية وأداء قوات الشرطة ميدانيًا لتعزيز الأمن والاستقرار وحماية المدنيين، موجهًا ببذل المزيد من الجهد في أداء الواجبات وإنفاذ سيادة حكم القانون !
* وفى يوم الاربعاء الثلاثين من ديسمبر، 2020، عقد المدير التنفيذى لمحلية أم درمان (فرح جار النبي كرار) اجتماعا مع لجنة تنسيق المحلية، بحث خلاله الاجراءات والتدابير الامنية والصحية اللازمة لتأمين واستقبال احتفالات الذكرى 65 للاستقلال المجيد ورأس السنة الميلادية. وناقش الاجتماع الذي حضره مدير شرطة المحلية العميد شرطة (قمر أحمد محمد)، أهمية المداومة والمتابعة لمنع الجريمة ووضع الارتكازات على مستوى المحلية، وإحكام التنسيق بين مكونات اللجنة الأمنية والجهات المختصة، بجانب انفاذ الخطط الامنية الخاصة بالتعامل مع كافة الحالات وفقا لتجارب الشرطة والقوات النظامية في هذا الصدد لتوفير مناخ آمن للمواطنين !
* وبنفس التاريخ (30 ديسمبر، 2020 )، أكد مدير الادارة العامة للمرور اللواء (مدثر عبدالرحمن نصر الدين)، اكتمال كافة الترتيبات الفنية لإنفاذ خطة مرورية في جميع ولايات البلاد، وأوضح للمكتب الصحفي للشرطة، ان تنفيذ الخطة سيشمل مناطق الاحتفالات والازدحام المرورى، وكشف عن تجهيز غرفة عمليات كامله للمتابعة ومشاركة ( 2000) من ضباط وضباط صف وجنود لتنفيذ الخطة، بجانب مشاركة الاليات المرورية المستخدمة وعددها (450) آلية من دورية ودراجات بخارية وعربات اسعاف وونش سحاب!
* من جانب آخر، أشار مدير شرطة مرور ولاية الخرطوم اللواء (امير عبدالمنعم ) الى جاهزية شرطة مرور الولاية لإنفاذ الخطة المختصة بحركة السير والحد من الازدحام المرورى داخل مدن الولاية، والتواجد المكثف في اماكن الكثافة المرورية !
* وكان الفريق شرطة ( ياسر عبد الرحمن فضل المولى) مدير شرطة ولاية الخرطوم قد أكد قدرة الشرطة على دك معاقل الإجرام والمتفلتين وبسط هيبة الدولة وإنفاذ القانون وردع المعتدين على حقوق المواطنين في أنفسهم وممتلكاتهم، وقال لدى زيارته مع عدد من قيادات شرطة الولاية الإرتكازات النهارية بمحليات العاصمة الخرطوم ، إن بث الأمن والطمأنينة للمواطنين من أولى أولويات الشرطة التي سُخرت لها الامكانيات المادية والبشرية لمحاربة الانشطة غير المشروعة وكافة الظواهر السالبة وفق الخارطة الجنائية للولاية، مشيدا بتعاون المواطنين واهمية قيامهم بالإبلاغ الفوري لدي أقسام ومضابط الشرطة وعبر رقم النجدة المجاني تحقيقاً لشعار الأمن مسئولية الجميع، مجددا التأكيد بأن الشرطة في خدمة الشعب لحفظ أمنه في حله وترحاله، ومكافحة الظواهر السالبة وتجفيف بؤر الجريمة التي تنعكس سلباً على أمن المواطن ونشاطه العام!
* وتضيف وكالة السودان للأنباء في النبأ الذى اوردته بتاريخ 10 / 12 / 2020، ان شرطة ولاية الخرطوم تنفذ حملات واسعة تغطي كافة محليات الولاية للقضاء علي التفلتات والظواهر السالبة وتنظيم حركة السير للمركبات بالطرق العامة والاسواق وتوقيف معتادي الإجرام، حيث أسفرت الحملات عن ضبط عدد من المتورطين واتخاذ الاجراءات القانونية حيالهم وحجز مركبات مخالفة للقانون .
* نتساءل الآن بعد كل هذه الزيارات والحملات والاستعدادات والتصريحات الكثيرة .. أين كانت الشرطة عشية رأس السنة، عندما كانت عصابات المتفلتين والشماشة تهاجم المواطنين بالفؤوس والعصى وتمارس عمليات النهب والسرق وتهشيم السيارات في أماكن كثيرة بولاية الخرطوم، وتثير الفوضى والذعر والخوف وتسرح وتمرح على كيفها بدون أن تتصدى لها الشرطة وتحقق الامن الذي يتحدث عنها كبار قادتها وعلى رأسهم السيد وزير الداخلية، أم أن الشرطة كانت مشغولة بزيارة وزير الداخلية الى رئاسة الشرطة والاقسام والارتكازات ولم تلحظ العصابات وهي تنهب وتسرق وتهشم العربات وتثير الرعب والفوضى، أم أن حماية المواطنين من العصابات المتفلتة ليس من عمل الشرطة، أم أن الزيارات وعقد الاجتماعات واطلاق التصريحات يكفي لحماية المواطنين .. أم ماذا هناك يا وزير الداخلية ويا قادة الشرطة الكرام؟!