أين تكمن روعة المشهد؟
.
الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلن في خطوة كبرى مساء اليوم (١٩ اكتوبر٢٠٢٠ ) أن الحكومة السودانية وافقت على دفع ٣٣٥ مليون دولار لضحايا الارهاب وعائلاتهم (عمليات تمت في ظل النظام الديكتاتوري المباد) وانه بعد ايداع المبلغ سيرفع اسم السودان من قائمة الإرهاب.
هذا تطور كبير سيعكس حدثا حيويا مهما ،وسيشكل انتصارا لثورة الشعب السلمية الباهرة التي غيرت كل المعادلات واجبرت العالم كله على احترام ارادة الشعب.
جهود كبيرة بذلتها حكومة رئيس الحكومة الانتقالية دكتور عبد الله حمدوك في هذا الشأن، وهي وشعبنا الصابر وكل من سعى في هذا الاتجاه يستحقون التهنئة والإشادة على نجاح الجهود، التي وفرت لها ثورة الشعب مناخا جديدا أطلت به على العالم،ولو لا الثورة الشعبية لاستمرت عزلة السودان .
هذا الحدث يعني أيضا ان السودانيين في أجواء (الحرية ،السلام والعدالة) لو افلحوا في ادارة شؤونهم الداخلية والخارجية بتضامن ووحدة الصف فانهم قادرون حتما على تجاوز المشكلات والأزمات الكبرى ، وأيضا انتزاع حقوقهم والاحترام من الأسرة الدولية كلها.
رغم الضغوط التي مورست على السودان خلال الفترة الماضية كي يتبنى سياسات الآخرين ليلعب دور التابع المستجيب لسياسات الابتزاز الرخيصة التي سعت الى جره باتجاه (التطبيع ) خارج ارادة شعبه فانه وقف وقفة شامخة ولم ينكسر تحت الضغوط السياسية والاقتصادية وأساليب الإغراء.
ما سيجري (رفع السودان من القائمة الأميركية بدون ربط ذلك بالانصياع لضغوط التطبيع) ينبغي أن يشكل درسا للجميع في الداخل والخارج.
هذا درس مفيد عنوانه ان نتمسك (اليوم وغدا) باستقلالية القرار السوداني داخليا وخارجيا وأن نحسن ادارة بلادنا وخلافاتنا أيضا، وأن نبني علاقاتنا مع كل دول العالم استنادا الى الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
في حال نجحنا في ذلك سنحقق المزيد من الانتصارات لشهداء ثورة الوطن وجرحانا ومفقودينا ،ولشعار الثور ة الرائع (حرية ،سلام،وعدالة) ولتضحيات السودانيات والسودانيين ودمائهم ودموعهم خلال نحو ثلاثين عاما.
وحدوا صفوفكم ،وارفضوا أية أساليب للابتزاز اليوم أو غدا ..
ثورتنا ثورة لاستعادة كرامة الانسان السوداني وعزته..
لا تفرضوا في كرامة المواطن والوطن تحت أسوأ الظروف ..
واصلوا مسيرة القبض على الجمر، هذا قدر المرحلة ..
اعترفوا بفشل ملموس شهدته المرحلة الانتقالية في ميادين عدة، وراجعوا الخطى مراجعة شاملة.
وضع السودان في قائمة الارهاب هي نتاج سياسات نظام دكتاتوري سلب الشعب حريته وارادته وأدخله في أنفاق مظلمة .
السودانيون مسالمون بطبعهم ،ومن ادخلوه القائمة الأميركية لا يشبهونه بممارساتهم البغيضة الظالمة الفاسدة.
في أجواء الاحتفاء بمناخ سيرفع السودان من قائمة الإرهاب أقول إن المواطن صبر ويصبر حالياً على أزمات طاحنة ومتفاقمة ..
اذا سارع ترمب برفع السودان من قائمة الارهاب خلال أيام، سيجني السودان فوائد وثمار رائعة وعظيمة، فالمعلومات تقول أن الحكومة أعدت العدة لهذا اليوم.
عودة السودان الى المجتمع الدولي من أوسع الأبواب سيفتح ميادين التعاون مع الجميع بارادته الحرة ..
الأهم أن ذلك سيجري والوطن والمواطن مرفوع الرأس..
هنا تكمن روعة المشهد..