أين ذهبت رجولتنا ؟!
كتب: زهير السراج
لا أدرى السبب في صبر الحكومة على تحرش قناة (الجزيرة) واكاذيبها واستفزازاتها المستمرة للسودان، ومحاولة جرنا الى معارك انصرافية وتأليب شعوب الاقليم علينا بنشر الأخبار الكاذبة بدون أن تجد من يردعها ويوقفها عند حدها، وهل يعني احترام حرية التعبير السكوت عن الأكاذيب التي ظلت تبثها في فضائيتها وموقعها الإلكتروني عن السودان بين الحين والآخر، وتقيم الولائم البرامجية وتضرب الدفوف والطبول للاحتفاء بها والترويج لها، أم ما هو سبب السكوت الغريب الذي تمارسه الحكومة على تصرفات هذه القناة الشيطانية التي ظلت تستهين بالسودان وشعبه وحكومته، رغم الكرم الفياض الذي تجده في السودان والسماح لها بممارسة اعمالها بكل حرية واريحية لا تجدها حتى في بلدها (قطر) ؟!
في غضون أقل من أسبوع أذاعت القناة خبرين كاذبين عن السودان أحدهما يمس القوات المسلحة السودانية بشكل مباشر ويقدح في مصداقيتها ومهنيتها، وهي ممارسة أشبه بشن الحرب.. وكأنها تستهين برجولتنا وشجاعتنا وتقول لنا .. (أنتم لستم برجال، وها نحن في قناة الجزيرة نتحداكم أن تردوا علينا وتفعلوا لنا شيئا) !
وبصراحة، فليس هنالك تفسير لأكاذيب الجزيرة واستفزازاتها واهاناتها وتحقيرها للسودان وشعبه وجيشه وحكومته وسكوتنا عليها، غير أنها ترى أننا دولة فاقدة للكرامة والرجولة والشجاعة، وهي واثقة أننا لن نرشها بماء بارد في نهار رمضان الحار في الخرطوم دعك من رشقها بحامض يحرق شياطينها وأكاذيبها مهما فعلت بنا، وأن مكتبها في الخرطوم سيظل مفتوحا يجد كل أشكال الكرم والضيافة مهما دبج التقارير الكاذبة، وأن موظفيها يستطيعون اقتحام مكتب أي مسؤول بدون موعد وانتزاع اخطر المعلومات منه وهو في غاية السرور والعبط والبله يجود بأريحية شديدة بكل ما يقال وما لا يقال فرحا باستضافته في الجزيرة .. وإلا فما معنى سلوكها العدائي المستمر تجاهنا، وما معنى سكوتنا إزاء أكاذيبها واستفزازاتها واهاناتها المستمرة لنا؟
قبل خمسة أيام أذاعت (الجزيرة) خبرا عن تسليم الحكومة الانتقالية ميناء بورتسودان لشركة موانئ دبي، ظلت تمهد له منذ اكثر من اربعة اشهر بأخبار وتقارير ملتوية، إلى أن سبكته وأفصحت عنه أخيرا، جاء فيه : ” علمت الجزيرة ان الحكومة الانتقالية في السودان تتخذ خطوات لتسليم السيطرة على مينائها الرئيسي لشركة موانئ دبي الاماراتية، وقال مسؤولون سودانيون تحدثوا للجزيرة بشرط عدم كشف هويتهم ان الحكومة بصدد ابرام هذه الصفقة التي ستسمح لموانئ دبي بإدارة الميناء الاكبر في السودان، وتواجه هذه المساعي رفضا من عمال الموانئ الذين يعتزمون الاحتجاج على خصخصة الميناء الرئيسي للسودان، وتواصلت الجزيرة مع شركة موانئ دبي العالمية للتعليق ولم تتلق ردا حتى هذه اللحظات”.
كان هذا هو بالضبط نص الخبر الذي اذاعته الجزيرة بتاريخ 26 ابريل الماضي (2020 )، وعندما نفاه المكتب الصحفي لرئيس الوزراء ووزير المالية، استهانت بالنفي، وذكرت في موقعها الإلكتروني انها لم تتحدث عن بيع وإنما تحدثت عن تسليم، وكأنها تضحك علينا وتحتقر عقولنا وتعلم علم اليقين أنه لن يصيبها شيء مهما فعلت بنا واحتقرتنا .. لأننا مغفلون!
ولم يمر سوى يومين على نشر ذلك الخبر وتكذيبه بواسطة الحكومة السودانية حتى فرشت لنا الجزيرة (الملاية) وأشبعتنا، وهي في عقر دارنا، تحقيرا ولطما وشتما وإساءات بعد أن تأكدت من ضعفنا وهواننا واحتقارنا لأنفسنا وعدم رجولتنا وعجزنا عن وضع حد لأكاذيبها واستهانتها بنا، وتطاولت هذه المرة على القوات المسلحة السودانية بالحديث عن طائرة إماراتية هبطت في القاعدة العسكرية بمطار الخرطوم وعلى متنها مسؤول أمني أماراتي لنقل قوات سودانية للحرب في ليبيا بجانب قوات المشير (خليفة حفتر)، ولم تكتف بالخبر الكاذب بل أقامت له الولائم الإخبارية التحليلية التي تستضيف فيها أعداء السودان وشعبه وثورته لإشباعنا لطما وتهكما وسخرية، بينما نحن صامتون عاجزون عن الرد لم يفتح الله علينا بشيء سوى إصدار بيانات النفي ورفع الدعاوى القضائية، كما جاء في بيان الناطق الرسمي للقوات المسلحة السودانية !
ما الذي يخيفنا من الجزيرة، ولماذا نسمح لها بإهانتنا والإساءة إلينا كل حين، بينما نحن صامتون عاجزون عن الدفاع عن انفسنا وكرامتنا، وكأننا (عبيد) يجب ان نحني ظهورنا ونتلقى السياط ونحن سعيدون بالجلد والضرب والاهانة .. أين ذهبت رجولتنا؟!