الخرطوم – السودان نت
اخيرا اسدل الستار في جوبا على ستة سنوات من الاقتتال والحرب الضروس بين زعيم المتمردين السابق في جنوب السودان، رياك مشار، وحكومة الجنوب ، وادي دكتور رياك مشار اليمين الدستورية نائبا أول للرئيس، بعد إبرام اتفاق سلام يهدف إلى إنهاء ست سنوات من الحرب الأهلية .
وتوصل الفرقاء المتصارعون في الجنوب الى اتفاق سلام في الـ 5 من سبتمبر 2018، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بعد مباحثات شاقة في الخرطوم.
ووفقا لذات للاتفاق أدت اليمين الدستوري ريبيكا قرنق أرملة الأب المؤسس لجنوب السودان جون قرنق، كنائبة للرئيس إلى جانب تعبان دينق وجيمس واني .
وحصل جنوب السودان على استقلاله عن السودان في عام 2011 بعد اتفاقية نيفاشا بين حكومة السودان والحركة الشعبية مما مثل نهاية لحرب أهلية طويلة الأمد. لكن الأمر لم يستغرق وقتاً طويلاً حتى انهار اتفاق السلام بعد عامين فقط من الاستقلال، وعادت البلاد إلى صراع عنيف بعد إقالة الرئيس سلفاكير لنائبه مشار من الحركة الشعبية، ثم بعد ذلك نائب الرئيس في 2013.
ووقع فرقاء جنوب السودان في سبتمبر 2018، اتفاق سلام نهائي بالعاصمة الإثيوبية “أديس أبابا”، بحضور رؤساء دول (الهيئة الحكومية للتنمية بشرق إفريقيا) (إيقاد). ونص الاتفاق على فترة انتقالية مدتها (8) أشهر، لإنجاز بعض المهام والترتيبات الأمنية والإدارية والفنية التي تتطلبها عملية السلام، وتنتهي بإعلان حكومة انتقالية لفترة (36) شهراً، ثم إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.
وحصدت الحرب التي دارت بين الفرقاء أكثر من (400) قيتل في جنوب السودان، وأدت الى تشريد (5) آلاف لاجئ، إلى معسكرات اللجوء بدول الجواروالتى من بينها السودان الذى يستضيف اكثر من (300) الف لاجئي في اكثر من (10) معسكرات على الولايات الحدودية ، ليضمد الفرقاء جراحهم.
وبتاريخ “22” فبراير الجاري كونت حكومة انتقالية تضم أطراف النزاع، وفق اتفاقية السلام التي وقعت في الخرطوم، بحضور الضامنين من دولتي السودان ويوغندا والاتحاد الأفريقي و(الإيقاد) وضامنين آخرين ومراقبين أوربيين.
ومنح الاتفاق الذي تم، منطقة الاستوائية منصب نائب للرئيس اختير له “جميس واني إيقا”، ومن بحر الغزال “كاستيلو قرنق”، ومثل أعالي النيل زعيم المعارضة “رياك مشار”، منطقة الوحدة ممثلة في “تعبان دينق”، و”ربيكا قرنق” ممثلة للجندر.
وواجه السودان تحديات كبيرة مع تزايد تدفق اللاجئين من دولة جنوب السودان ابان اشتداد وتيرة الحرب الطاحنة التي قادها قطبا الصراع هناك الرئيس “سلفا كير” وقائد التمرد وقتها “رياك مشار”، مما ادي التى توسع مضطرد في المعسكرات لايواء الاف اللاجئين الأمر الذي تطلب جهوداً جبارة من قبل وكالات الامم المتحدة العاملة في مجال الإغاثة وحكومة السودان، التي يقع عليها العبء الأكبر.
وحسب التقديرات غير الرسمية من قبل الخبراء فإن أعداد اللاجئين بالولاية الحدودية ربما تتجاوز (300) ألف نسمة، يمثلون ضغطاً على خدمات (الصحة، المياه والتعليم)، فضلاً عن السلبيات الأخرى ، وبعد تشكيل حكومة دولفة جنوب السودان يتوقع ان تبدأ رحلة العودة للاجئين الجنوبين الى مناطقهم الى فروا منها بسبب الحرب
وحرص السودان على تحقيق السلام بالجنوب في الفترة الماضية الى ان توج باعلان حكومة الوحدة الوطنية ، حيث شارك رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن “عبد الفتاح البرهان في حفل تنصيب الحكومة الجديدة باعتباره الضامن للاتفاق الموقع وممثل للدولة الى تتابع سير تنفيذ الترتيبات الأمنية الخاصة باتفاق سلام جنوب السودان بوصفه الرئيس الحالي لمنظمة الايقاد.
ولعب السودان دورا مهما في انجاز سلام الجنوب خاصة الدور الذى قام به نائب رئيس مجلس السيادة بالسودان الفريق اول ركن محمد حمدان دقلو وتقديرا لدوره أعلن توت قلواك مستشار رئيس دولة الجنوب للشؤون الامنية ورئيس لجنة الوساطة في مفاوضات السلام بجوبا عزم دولة جنوب السودان على تكريم الفريق أول محمد حمدان دقلو، النائب الأول لرئيس مجلس السيادة، لما بذله من جهد مقدر لتحقيق السلام بدولة جنوب السودان ووصف قلواك السيد نائب رئيس مجلس السيادة بأنه “رجل السلام” لما بذله من جهود مضنية لتحقيق السلام في الجنوب ولما قام به من دور أساسي في إقناع الرئيس سلفاكير بقبول العودة إلى نظام العشر ولايات بدلا من اثنتين وثلاثين ولاية.
وراي توت قلواك إن استقرار السودان مرهون بأستقرار الجنوب واضاف قائلا نحن في دولة جنوب السودان حكومة وشعبا نشكر رئيس وأعضاء مجلس السيادة الإنتقالي بالسودان لدعمهم لتحقيق السلام في جنوب السودان مؤكدا بأن السلام قد إكتمل في جنوب السودان وقد تم تعيين د.رياك مشار نائبا أول لرئيس الجمهورية بفضل جهود السودانيين .