تقدير موقف
السودان نت
علي الصعيد العسكري ،لازالت المعارك المحدودة مستمرة بين طرفي الصراع المسلح في السودان ، الجيش والدعم السريع، بمشاركة واسعة من القوات الخاصة، ويتقاسم الطرفين انتصارات محدودة بلا أثر كبير على خطوط التماس.
– تتواتر المعلومات عن استعداد الدعم السريع لتوجيه ضربة قاصمة للجيش تجبره مكرهًا على طاولة التفاوض، يعول الجيش من خلال حلفائه الاسلاميين على عامل الزمن لبناء قاعدة شعبية في الشمال والوسط والشرق، وتحويل المعركة لحرب تحرير الخرطوم، في استعادة للتاريخ واحتلال الخليفة التعايشي للخرطوم في القرن التاسع عشر، تحت شعارات طرد الغازي الجديد ومحاربة التدخل الأجنبي.
يلاحظ لجوء طرفي الصراع للتعبئة الشعبية والحشد، فالجيش قام بفتح المعسكرات ، مسنودا بتحركات كبيرة للإسلاميين في استقطاب المجاهدين والمتقاعدين، مستهدفين ولايات شرق ووسط وشمال السودان في انتقاء اجتماعي يصور الحرب كنزاع جهوي حول السلطة السياسية ، بينما لجأ الدعم السريع الي حواضنه الاجتماعية ، حيث تم رصد لقاءات تعبوية في منطقة بحر العرب بولاية شرق دارفور ، قبائل “الرزيقات” وولاية غرب كردفان قبائل ” المسيرية “.
حملات التجييش المستمرة تشير الى الرهان على الخيار العسكري وعدم توقع الثقة بالمسار السياسي ، او أي اختراق قريب .
بحسب خبراء الجيش وانصاره، استراتيجيتهم القتالية تعتمد علي إطالة امد الحرب ، والتعويل علي فصل الأمطار ” الخريف ” بهدف عزل قوات الدعم السريع عن حواضنه الشعبية وخطوط إمداده، ويتضح ذلك من خلال إغلاق الجيش لشارع بارا الخرطوم وتغيير الحركة لشارع كوستي ، مما يعني السيطرة الكلية علي خطوط الدعم السريع.
يشهد الجانب السياسي حراك مدني فاعل ومتعدد المسارات في عدد من العواصم، ففي القاهرة عقدت قوي الحرية والتغيير المجلس المركزي اجتماع، حددت فيه أسس الحل السياسي للازمة والذي يقوم على الاتفاق الاطاري واستبعاد العسكريين من الطرفين من كل العملية السياسية وتشكيل حكومة مدنية بصلاحيات كاملة تعد البلاد للانتخابات وإقرار لدستور جديد .
وفي توغو نظمت مجموعات دارفورية ورشة عمل حضرها أعضاء من مجلس السيادة والاهم هو مشاركة ممثل الدعم السريع للشؤون الخارجية يوسف عزت، الذي اضطر الى القول ان مشاركته كانت بناء على دعوة من الجالية السودانية، وذلك بعد حملة انتقادات واسعة لهذه الندوة التي تقتصر على الشأن الدارفوري وليس ازمة السودان والكارثة التي تحل بالبلاد بسبب الحرب،
في ذات الفترة، أطلق عدد من القيادات المدنية في لندن وأديس ابابا والقاهرة مبادرة مدنية لاستعادة المسار الديمقراطي والانتقال السلمي واولوية وقف الحرب.
– اللافت ان كل هذه الفعاليات تتزامن في وقت واحد تقريبا، وهي من 23 الى 25 من يوليو الجاري، مما يشير الي وجود تنسيق خفي بينها ، وتشجيع خارجي ، يستهدف الخروج من ثنائية المتقاتلين ، وصعوبة اختراق الطريق المسدود بعد إصرار الجانبين على خيار الحسم العسكري ، ولعل القاسم المشترك بين كل هذه التحركات المدنية هو ادعاؤها بانها تقف على مسافة واحدة من المتقاتلين ، وانها تنشد حكما مدنيا كاملا يخرج الجيش من السياسة . وهو الامر الذي عرضها لهجوم اعلامي شرس من جماعات الإسلام السياسي والمؤتمر الوطني المنحل.