البرهان وحش خائف وراجف
كتب: جعفر عباس
.
في الحديث الشريف: أربع من كُنّ فيه كان منافقا، ومن كانت خصلة منهن فيه كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدَعها: من إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر””، وسبحان الله وكأنما ورد الحديث في شأن عبد الفتاح البرهان بالتحديد، فهو كذاب غدار وحانث بالعهود وفاجر في الخصومة، ثم تأكد بالأمس (17 نوفمبر) أنه والكورس العسكري المصاحب له دميون متوحشون وساقطون دينيا وأخلاقيا تماما.
سلط البرهان على مواكب الأمس صنفا من العسكر يتبرأ منهم الله وملائكته، يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق، فالأسلوب الوحشي الذي تعامل به رجالات الاحتياطي المركزي ورجال الأمن مع المتظاهرين لا يستخدم حتى في المعارك العسكرية، ففي مثل تلك المعارك لا يجوز الاعتداء على الجرحى والأسرى، ولكن زبانية البرهان وبعد أن رموا المتظاهرين بالبارود في الصدور والرؤوس والأعناق، لاحقوا الجرحى في مستشفيات بحري: الدولي وأحمد قاسم والبراحة ومستشفى وعد والأربعين في أم درمان، بالغاز المسيل للدموع واعتقلوا عددا من الأطباء ومرافقي الجرحى (بالمناسبة فإن زي قوات الاحتياطي المركزي شديدة الشبه بزي قوات “الدم السريع”)، بل اقتحموا سيارات الإسعاف التي كانت تنقل الجرحى وأشبعوا راكبيها ضربا.
وفي مجزرة الأمس صعدت أرواح الشهداء الأبرار الى ملكوت صاحب العرش العظيم الجبار المنتقم: محمد علي ميرغني/ صابر عثمان محجوب /حاتم محمد حسنين / لؤي تاج السر عبد الرحمن / محمد أنور صديق /مزمل الجنيد سليمان /عوض الكريم عبد المجيد خالد / يوسف محمد /عثمان محمد أحمد عثمان / علي خالد شكاك / ست النفور أحمد بكار/ علي برير محمد/ بلال محمد أحمد/ أبوبكر صلاح عثمان / وهناك شهيد لم يتم التعرف عليه حتى ساعة متأخرة من ليل أمس لأن الرصاصة شوهت ملامح وجهه.
ولا ندري هل كانت رؤيا المنام التي جاءت لأبيه تفيد بأنه لابد أن يسفك الدماء بضراوة ليصبح رئيسا، أم أنه لجأ الى السلوك الإجرامي الدموي في مواجهة مواطنين عُزّل بدون سند “منامي” من والده، ومهما يكن فإن الغدر هو حيلة الخائف الواجف الراجف الذي يخشى المواجهة، والاستمرار في قطع الانترنت ثم قطع الاتصالات الهاتفية كلما خرجت مواكب رافضة لانقلابه، دليل على أنه يدرك أنه “مقطوع من شجرة” سياسيا، وأنه لا يكتفي بالعين الحمراء بل يسفك الدم الأحمر كي يثبت أركان حكمه.
ولا يقل سقوطا عن البرهان أولئك الذي يجدون الأعذار لعمليات القتل المتعمد التي يرتكبها أو يقومون بتكذيب حدوثها او بترديد ساقط القول: لا تضللوا الشباب وتدفعوا بهم الى المخاطر!! ولا يصدر عن هؤلاء استنكار لتحويل من بيدهم السلاح المواكب السلمية الى “مخاطر”.
ربما لم يسرد عليه والده تكملة الحلم بأنه سيصير رئيسا لفترة قصيرة جدا ثم يصير (لو كان محظوظا) حبيسا، وقريبا تتحقق نبوءة: 30 اكتوبر- برهان في كوبر.
برهان كان أبوك قالك بتبقى رئيسنا/ هو ما وراك غضبنا وحذرك من ميسنا؟/ عاتي بحرنا إت ماك الجنا البتقيسنا/ عينك وعين أبوك باكر تشوفوا حديثنا.