البنوك التي نهبت أبوك

قبل يومين خرج وزراء الحكومة من مكاتبهم ..فقل لي إلى أين ذهبوا ؟
إلى البنوك للاطمئنان على انسياب التحويلات الدولارية إليها ..واتخاذ القرارات الكفيلة بتسهيل ذلك …يا لهذه الجولات التفقدية ( الثورية ) التي غفلت عن الصفوف الطويلة للخبز والوقود ..والغلاء الذي يطحن الناس ..وندرة الكهرباء والمياه …

ولماذا يذهب الوزراء للبنوك وليس للأسواق ..او الحواشات والمصانع ..ليطمئنوا على حال الناس مثل اطمئنانهم على الدولار ؟

واسأل هؤلاء الوزراء الذين ( تواضعوا)ذات مرة لتفقد الدولار ..إلى أين ستتجه التحويلات الدولارية إن دخلت إلى البنوك ؟ إلى المصدرين والموردين ووكلاء الشركات الاجنبية أم إلى المزارع والعامل والصحة والتعليم !!

والاجابات واضحة ..تقوم الحكومة وتقعد لفائدة من يسمون أنفسهم رجال الأعمال ..وأي أعمال ؟؟؟ هذا هو السؤال الجنن بوبي ..وليس في بال الحكومة اتخاذ أي قرار لفائدة الفقراء والكادحين وهم الذين صنعوا الثورة ..وقل لي لماذا ؟؟!

تعويم الجنيه… رفع الدعم ..تحرير الاقتصاد ..الاصلاحات الهيكلية …كلها مصطلحات ذات مغزي سياسي ولكن بلافتات اقتصادية ..والهدف منها مواصلة تمكين العسكر وسدنة النظام البائد في مفاصل الاقتصاد ..وتقوية نفوذهم الاقتصادي ..لدعم نفوذهم السياسي …وهذا المشروع اللعين يتطلب سحق القوى الثورية وانهاكها وارهاقها للنهاية ..وشغلها بالازمات المعيشية ..وخلخلة صفوفها واضعافها عمدا حتى القضاء عليها …

والهدف اللعين ..لهؤلاء مصادرة الثورة ..وادخال السودان مرة اخرى الي حظيرة التبعية والهوان …
وقل لي من اين يصدر القرار الاقتصادي ..والاجابة من البنك والصندوق الدولي …ومن اين يصدر القرار السياسي ..والاجابة من واشنطون وتل ابيب والرياض وابوظبي ..

وأين المجلس التشريعي الثوري !!! وأين قتلة مجزرة القيادة !! واين الاموال التي سرقت ؟ واين مجارمة دارفور !! ولم لا يسلم المخلوع وزمرته إلى لاهاي ؟ ولم لا يصدر قانون النقابات ؟ ولم لا تقوم الجمعيات التعاونية ؟؟

كل ما يدعم انجاز مطالب الثورة يجب تعطيله بأمر من ذكرتهم سابقا …
وبناء عليه ..يجب تصحيح المعادلة ..
وإلى الذين يحلمون بوأد الثورة ..نقول لهم ستنتظروا طويلا ….
وأي كوز مالوا ؟