التجـــارة الكيزانيــة_ إبتكـــارات متجـــددة.
كتب: آدْمُ أجْــــــــــــــرَىْ
.
لو أن لتجار الدين أدنى حب للذات الإلهية، كانوا إحترموا إرادتها التى تجسدت فى التنوع الذى أسسته، بدونه كانت الدنيا قد صارت مسخاً كما يريدون. إنهم كائنات صحارى لديهم موقفهم من خلق الله بدليل تدبيرهم إبادات جماعية – إفنائية منظمة – لأجناس بشرية ولفترات طويلة مدعمة بإفتاءات دينية مؤكدة للنوايا. الذات الالهية المنيعة التى يذرفون دموع النفاق عليها، فإن إرادتها وضعت بيد الشعب ثروة هائلة، فإستكثروها عليه، نزعوها منه سرقة ونهباً وتبديداً على أنفسهم فى سفه وترف مبتذل. ذلك ما يجعلهم الأرخص، الأحقر والأقل شأناً ممن يجوز لهم الترافع عن الذات الإلهية.
تذكرون التعذيب الذى تعرض له الاستاذ الجامعى المعروف نهاية ١٩٨٩م، والكيزان برروا فعلتهم بأنه يقوم بتدريس نظرية دارون للنشوء والتطور، تعرفون أنها مادة تاريخية، وكذلك تعلمون أن أذهان الناشئين لم تتوقف يوماً عن بناء تخيلات لهيئة مفترضة للخالق – رغم إستحالة ذلك – وأسئلتها تذهب إلى تجريب كل ما يقرب إليهم الصورة. يسألون عن مكانه، وإن كان ثمة طريقة للوصول إليه. بالمثل فإن تاريخ الفنون – قديمه وحديثه – لم ينقطع عن توفير تصاوير معبرة عن إجتهادات شخصية لا جزم ولا قداسة فيها. الملايين من صور المسيح والمؤمنون به يعرفون أنها مجرد رموز وزينة. الديانات الأخرى لديها أعمال فنية متنوعة، لوحات وتماثيل فى صور بشرية، حيوانات، كائنات متعددة الأذرع والأجنحة، نسور، ثعابين، تنين، لوحة الخلق لمايكل أنجلو، أعمال شعرية وروائية، وغيرها مما لا يعد ولا يحصى. لكنها لا تخفى، بل تدرس بإعتبارها جزءاً من تاريخ البشرية وإجتهاداتها. فهل ننكر ونخفى شيئاً بإمكان أى طفل الوصول إليه؟ وعندما تطرح أسئلة نقدية فنية حولها هل نمتلك تفسيراً نقدمه؟ وطلبة الفنون الذين تسعون إلى تسويقهم عالمياً، ماذا سيفعلون عندما يناقش رصفاءهم تاريخ الآلهة على ضوء التصاوير القديمة؟ أو يشيرون إلى تماثيل التمساح الذى كان إلهاً معبوداً فى السودان القديم؟ – إن كنتم لا تعرفون فذلك هو التجهيل الذى نعنيه- هل سيقولون أن شيوخنا حرموا علينا مثل هذه الدراسات؟
أين كان أولئك التجار طوال آلاف السنين عندما كانت تعد هذه الرسومات، ناهيكم عن عصر النهضة الذى يعتبر أمساً قريباً؟
على أى حال لن يتبقى شيئ يذكر من تاريخ الفنون بعد نزع صور الآلهة القديمة وعقائد فجر البشرية، والسبب لن يكون إلا بداوة الكيزان التى نكتوى بها، وعداوتهم السافرة للفنون والعلوم، التى تذهب إلى حد البكاء فى المنابر، مع يقيننا التام أن الذات الإلهية ليست فى حاجة إلى مرافعة أى تاجر من تجار الدين.