الثـــــــــــورة وبوابـــــــــــات الجحيـــــــــــم

0 86
كتب: آدْمُ أجْــــــــــــــرَىْ
.
واليوم إذ يبهت المزيد من القوى الإنتهازية الممتطية ظهر الثورة، تتضح تشابكات الخيوط بين قوى الحداثة الحقيقية والكيانات الرجعية، تبين الحقيقة بإكتشاف أن ما كان ينظر إليها بالأمس كقوى حداثة، أعادتها الثورة إلى أحجامها وقذفتها إلى ماضيها الذى تصلح فيه.
الثورة تمضى حرة فوق العراقيل، والتخلص من الأسر الفلسطينى الذى مضى عليه من الوقت نصف قرن هو بحد ذاته ثورة لها توابعها.
العروبية كانت ملهاة إنكشفت خيبتها لشباب اليوم فداسوا عليها وتجاوزها وأبقوا المتشبثين بها سلفاً رجعياً. وعائلات الإقطاع التى كانت تتباهى أمس بالقول: We are the royal family of Sudan أرقتهم الثورة، محاولاتهم كبح جماحها وترويضها أرهقتهم، كسدت إستثماراتهم، وقد بهتوا وتجنحوا مثل دجاجة ثقلت عن الطيران وسباقه، وحنجرتها عاجزة على مجاراة معزوفات الطيور. وأولئك الأطباء الذين ما زالوا يشخصون بأدوات الحرب الباردة، يختزلون أمراض السودان فى صراع بوليلتاريا وبرجوازية ورأسمالية مشيطنه، فإن سرج الثورة – الباهظة الكلفة – لا تناسبهم ولو إمتطوها. المعطيات الماثلة تظهر بأن الأسلاموية -بألوانها- لمتأرجحة ما بين الخرافة والتجهيل والإستئثار بالدين والإستثمار فى الأعراق، قُدمت قرباناُ لترميم اللحمة الوطنية، عودتها بنفس ثوبها أو عبر نظيراتها تشبه رحلة -دانتى اليغيرى- إلى الجنة بعد عبور بوابات الجحيم كما صورتها الكوميديا الإلهية. إنها قفزات موفقة من دكتاتورية إلى ديمقراطية ليبرالية، من ثيوقراطية إلى علمانية، من حرب إلى سلام، وهؤلاء الذين إمتطوا سرج تنين لا يعرفونه، فإنهم قد أخذوا يتساقطون ويسقطون فى نظر الشعب وشبابه، هم إنتهازيون ثقلاء يتباكون على تصدع معبد التجهيل ولا يستقيلون، وهى مسألة وقت قبل حلول فصل يأتى بصناديق إقتراع تلقى كيانات الرجعية جميعها فى المذابل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.