الحلو :هل يجوز لنا أن نُفكِّر في مكافأة الاسلاميين بـ”إحترام مشاعرهم”
أعتبرت الحركة الشعبية “شمال” ان طرح الدولة المدنية في السودان، هي محاولة لتجنُّب “غضب” الإسلاميين الذين استولوا على السلطة في 30 يونيو 1989.
وقالت إنهم “خربوا البلاد وأذلوا العباد وفسدوا، قتلوا وشرَّدوا وهجَّروا، واغتصبوا الملايين، ودمَّروا كل شيء حتى القيم والمباديء الإنسانية الجميلة، وفصلوا جنوب السودان واشعلوا الحروب في البلاد باسم الدين”.
وأشارت الحركة إن السودان ومصيره قارب “حافة الهاوية” ، وذلك ما لم يتم تداركه برؤى وأطروحات جديدة وجادة تنتشُله من وضعه الراهن والهوة التي سقطت فيه إلى آفاق تفتح الأبواب أمام التغيير والتحوُّل، تُمهِّد الطريق للتعايُش و الوحدة على أسُس جديدة.
وأبان رئيس الحركة، عبدالعزيز ادم الحلو، في رده على سليمان حمد النور القيادي في الحزب الشيوعي السوداني ، بأن التحدي الذى يواجه السودانيين الآن، هو أنهم جميعهم يقفون أمام معضلة كبيرة تتعلق بكيفية مخاطبة جذور المشاكل في بلادهم وحلها.
وأردف بالقول: والان وبعد كل ذلك، هل يجوز لنا أن نُفكِّر في مكافأة الاسلاميين بـ”إحترام مشاعرهم” و ليس مشاعر غالبية السودانيين الذين إكتووا بنيران أفكارهم وممارساتهم الخاطئة؟، ولماذا الإلتفاف والتحايُل في قضايا جوهرية ومصيرية؟ و كيف تطبق العلمانية لاحقا، اذا لم يتم تضمينها صراحة في الاتفاقية مع الحكومة؟.
وكما تساءل الحلو خلال رده على عضو الحزب ااشيوعي السوداني، سليمان حمد النور بالقول: إذا كان مفهوم ومصطلح “الدولة المدنية” يعني عند من يطرحها يُطابق مفهوم ومصطلح العلمانية فلماذا نحيد عما نصبو إليه بصورة واضحة، وهو فصل الدين عن الدولة ونهرع نلتف حول مفهوم ملتبس وغير واضح و ليست له مرجعيات أو نماذج يُحتذى بها؟
وأعرب عن تقديره لإلتزام الحزب الشيوعي، بنص “الدولة المدنية”، وفق مقررات مؤتمره السادس، غير انه قال “أننا على قناعة تامة بأن هذا النص قد كتب و أجيز في ظروف مختلفة وضمن سياق سياسي غير السياق الراهن الذي يتسم بنهوض ثوري ووعي جماهيري كبير يدعونا جميعا لإعادة النظر في الكثير من المسلمات السابقة”.
وعلى ضؤ ما سبق، دعا رئيس الحركة الشعبية، للتفاكر بذهن مفتوح حول طرح العلمانية كنهج لصناعة السلام المستدام و وحدة السودان.
ومنذ اكتوبر الماضي، دخلت الحكومة الانتقالية في السودان، والحركة الشعبية “شمال” في مفاوضات سلام في عاصمة جنوب السودان، في خطوة منهما لوضع حد للصراع المسلح في البلاد، غير ان المفاوضات تعثرت بسبب مطالبة الحركة بتضمين “العلمانية او حق تقرير المصير للمنطقتين” في الاتفاق مع الحكومة.