الحل في شنو ؟

0 79
كتب: كمال كرار
قضية تسعير الأدوية والجدل بشأنها والتهديد بالإضراب ..ومحاولة إدخال وزارة الصحة في (فتيل)،تتحمل مسؤوليتها وزارة المالية وبنك السودان،والشرارة لم توقد بالأمس ..بل منذ شهور يوم أن ألغيت نسبة ال10% من حصيلة الصادرات التي كانت تخصص لاستيراد الأدوية ومدخلاتها ..والإلغاء يومها كان امتيازاً قدمته وزارة المالية للمصدرين (لأسباب معلومة)،ولكنه ضمن شروط صندوق النقد الدولي بشأن تعويم العملة ..
ويوم أن ألغيت ال10% ..(ويتحمل رئيس الوزراء أيضاً المسؤولية لأنه تحدث عن بديل آخر سيؤخذ من المصدرين ولكن هذا البديل سيأتي يوم القيامة العصر)..كان مفهوماً أن الخطة تمضي في سياق إبعاد الدولة عن الإستيراد ..ولو للسلع الضرورية،في سياق إبعاد الدولة عن الإقتصاد،وفي طريق إلغاء السعر الرسمي للدولار ..والإبقاء على هيمنة الرأسمالية الطفيلية للأسف …على الإقتصاد ..
هذه هي الحقيقة المجردة ..وبالنظر لقوائم المصدرين والموردين سنكتشف إن فلول الإنقاذ الآن ينالون امتيازات بأكثر مما نالوه إبان حكمهم (الذي لم يخلع بالكامل)..
ورفع الدعم ..وأصدقاء السودان ..وغيرها من المصطلحات المضللة ..تحفر الآن قبراً للثورة التي جاءت بالدماء القانية ..
ومعركة الدواء ..هي الحد الفاصل بين الثورة وإجهاضها ..وبين الثوار ..وأعداء الثورة وإن لبسوا طاقية الحرية والتغيير ..
ولماذا الدواء ؟ لأن المكاسب ضخمة ..ولأنها مليارات الدولارات ..التي تدور في حسابات شركات وأفراد ..يعرفون من أين يستوردون الأدوية (درجة رابعة)،بالفواتير المضروبة ويشهادات المنشأ المضروبة،ولهم علاقات متشابكة مع الفلول في قطاع الصحة،وصندوق الدواء الدوار،والإمدادات ..وغيرها من مناطق لا زالت قلاع للدولة العميقة …لهذا تشتد الحملة المضادة ضد وزارة الصحة وهي الوحيدة الآن التي تتمترس في الموقف المنحاز للشعب ..
وقولوا لي ماذا سيحدث قبل يوم 25 يونيو ..ومؤتمر المانحين المنتظر ..وإليكم ما سيجري في اللقاء الإسفيري :
الخواجات : هل حطمتم الجنيه السوداني ..؟
المتصندقون السودانيون : نعم واعتمدنا سعر الدولار في السوق الأسود لجميع السلع ..ونزيدكم من الشعر بيتاً بأننا أدخلنا تجار العملة في قنوات بنك السودان المختلفة ..للمزيد من بث الإطمئنان فيكم ..
الخواجات : وهل رفعتم الدعم عن البنزين والجازولين والغاز والكهرباء والدقيق ؟
المتصندقون : بدأنا بالمحروقات والأدوية وقبل نهاية العام نكمل الباقي ..
الخواجات : إذن انتظروا دعمنا المالي إلي حين أن تنفذوا الأوامر ..انتهى الإجتماع ..
وسيقبل بعضهم على بعض يتلاومون ..وتخرج نشرة الجهاز المركزي للإحصاء لتقول أن التضخم (150%)،وإن أسعار السلع زادت إلي 300% ..وسيخرج المعاشيون في مظاهرات لأن معاشاتهم ما زادت ..وكذا موظفو وعمال الحكومة بالولايات ..والمفصولون الذين لم يعودوا للعمل بحسب الوثيقة الدستورية،والعيشة الواحدة تصل إلي 10 جنيهات ..والماعاجبو (ياكل كسرة) مثلما قال المأفون على محمود ..
الحل في البل ..ولا أرى حلاً غيره ..ولا كبير على الثورة ..
أي كوز مالو ؟؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.